نون والقلم

ديمقراطية الجمود

تابعنا طوال يوم أمس الانتخابات البرلمانية الكويتية، ولم ننتظر النتائج، لدينا مواعيد تسليم المقال، وهم لديهم مواعيد إغلاق مراكز الانتخاب والفرز، والإعلان بعد منتصف الليل، واهتمامنا هنا ليس بالأشخاص الذين سيفوزون ولكن بنجاح العملية الانتخابية، وفوز الكويت بالنتيجة النهائية.

[bctt tweet=”الكويت قطعة منا، وشأنها من شأننا، فكلنا في قارب واحد” via=”no”]، هذه حقيقة ودعكم من أولئك الجهلة الذين يخوضون في تيارات صنعها الكارهون للخليج بمجلس تعاونه وتقاربه، وبدؤوا يعزفون على «مستقبل الهوية الخليجية»!!

تهمنا التجربة البرلمانية في الكويت، وكنا نغار منها أيام الشباب، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، واعتبرناها خطوة متقدمة على بقية دول الخليج، وركيزة بناء للدولة الحديثة، وأبهرتنا أسماء كثيرة طوال مسيرة مجلس الأمة، وأعجبتنا وقفات شجعت كثيرين على المطالبة بنقل التجربة الكويتية إلى بقية دولنا، ولكن الصورة الجميلة تغيرت بعد أن شوهت معالمها الأصيلة، وتحولت الحياة البرلمانية في الكويت إلى وسيلة تعطيل، خاصة بعد بروز تيارات متحزبة قدمت مصالحها الضيقة على مصالح الوطن.

أعلم أن كلامي سيغضب البعض، وخاصة أولئك الذين يرددون «أن الأخطاء في الممارسة الديمقراطية هي التي تعلم»، ومع ذلك لم يتعلم أحد، وفى كل مرة يحل فيها مجلس أو تستقيل حكومة نتيجة صدام السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتعاد الانتخابات، تزداد الأخطاء وتتجمد الحياة، ويدور الجميع داخل دائرة لا مخرج لها، ولهذا أقول لكم فليغضب من يغضب، فهذه حقيقة نعايشها منذ نهاية الثمانينيات، ولم يستفد أحد من التجارب، وقد زال ذلك الإعجاب القديم.

وكدنا نصل إلى قناعة بأن الديمقراطية تتعارض من تركيبتنا الاجتماعية في دول الخليج، وأقصد هنا الديمقراطية المنسوخة من الغرب، فأولئك يتعلمون من أخطائهم، ونحن نكررها، أما التركيبة السياسية المبنية على التواصل بين قياداتنا وناسنا فقد أثمرت في الدول الأخرى، وحققت ديمقراطية بناءة ظهرت نتائجها في التنمية والتطور وتجاوز المصالح الشخصية والأفكار المستوردة إلى منهاج وطني شامل، وأبعدتنا عن منابر الخطابة وصنع البطولات الوهمية !!

نبارك لمن فاز في الكويت، ونتمنى أن يعمل الجميع من أجل الكويت.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى