نون والقلم

الإهمال والفساد والإرهاب

هذه هي الثلاثية الجهنمية التي تحول دون تبوء مصر واحتلالها المكانة اللائقة بها بين الدول المتقدمة، مصر التي قام شعبها بثورتين متتاليتين أزاحت الأولى طغيان حاكم عنيد كان يريد أن يبقى أكثر من ثلاثين عاماً.

أخبار ذات صلة

وأزاحت فى الثانية طغيان حكم فاشي ديني كان يريد أن يكتم على صدور المصريين إلى الأبد، هذا الشعب العظيم يستحق يقيناً أن يكون في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي هو عليه، لأن لولا هذه الثلاثية الجهنمية التي تجمع بين الإهمال والفساد والإرهاب، واحدة من هذه العوامل كفيلة بأن توقف التقدم فما بالنا وقد اجتمعت هذه الثلاثية على مصرنا الحبيبة.

قد جاءت الثورة الثانية للشعب المصري برئيس يحب مصر وتحبه مصر ويسعى قصارى جهده خارجياً وداخلياً ليرفع من شأنها، ومعه رئيس مجلس الوزراء يبذل جهداً لا تبذله العصبة أولو القوة. والرجلان مكسب كبير يستحقه الشعب المصري ولكن للأسف الشديد فإن الجهاز الإداري المنوط به إدارة المرافق العامة، وتنفيذ القرارات والقوانين هو جهاز ران عليه العفن والفساد مما لا يجعله يكاد يحسن شيئاً قط.

كيف نستطيع أن نواجه ذلك كله؟

بتقديري أن الأمن يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل ولكن لابد لكل شيء من بداية ولابد أن يكون لدينا الأمل فى المستقبل لأنه بغير الأمل لا يمكن أن يبدأ العمل.

وأستطيع أن أقول إن الإرهاب لأجل فداحته وجثامته وآثاره يمكن أن يكون هو البداية.

إن الإرهاب قد تراجع بشكل واضح نتيجة يقظة الجيش ورجال الشرطة وأيضاً نتيجة ضيق الشعب بالمجموعات الضالة التي تشبثت في الأرض إرهاباً والتي أعتقد أن كثيراً من مخالبها قد تكسر. علينا جيشاً وشرطة وشعباً أن نستمر في مكافحة الإرهاب وذويه بغير هوادة. فكلما تراجع الإرهاب خطوة فإن مواجهة المحورين الآخرين الفساد والإهمال، يصبح ممكناً، وخطورة الإهمال والفساد تكمن في أن دائرتهم واسعة وغير محصورة في أشخاص محدودين كما هو الحال مع الإرهاب.

أستطيع أن أقول إن الإهمال قد أصبح عادة متأصلة في الكثيرين منا وأستطيع أن أجزم أيضاً أن الإهمال بسعة انتشاره بين الأغلبية من الشعب، ولأنه لا توجد له مواجهة مباشرة، كما هو الحال مع الإرهاب، يمكن أن تكون مخاطره أفدح.

أما الفساد فأزعم أنه أقوى هذه الثلاثية الجهنمية، ذلك أنه يعشش في ثنايا الجهاز الإداري للدولة الذى يتغلغل في كل المرافق وكل المصالح، من يعرف أن الجهاز الإداري الفاسد قد وصل إلى ستة ملايين موظف بل وأكثر وأن هذا الجهاز لكي يعمل بكفاءة لا يحتاج أكثر من مليون موظف فقط وفقاً للمعدلات العلمية.

ماذا نفعل في هذه الزيادة. وهل يستطيع قانون الخدمة المدنية الجديد أن يواجه هذه المشكلة ولو على عدة سنوات؟ أرجو ذلك.

وهكذا نرى أن مشكلات مصر كثيره وأن الحلول ليست سهلة.

ولكن يجب علينا من أجل بلدنا ومن أجل أولادنا وأحفادنا أن نعمل وأن نثابر. وليس هناك من حل إلا بالعمل الجاد. بالعمل الجاد استطعنا أن نحقق معجزات ليس أقلها حفر قناة السويس الجديدة في المدى الزمني الذي تمت فيه.

نعم إننا نستطيع. وسنفعل بإذن الله.

نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى