تجسيداً لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، العام 2015 عاماً للابتكار، وتطبيقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المتمثلة بإقامة «أسبوع الإمارات للابتكار» بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار الرامية إلى تعزيز مكانة الدولة ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم، انطلقت مطلع الأسبوع الجاري في مدينة مصدر، إحدى أكثر مدن العالم استدامةً، وبالتعاون مع الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي فعاليات معرض الابتكارات الحكومية الخاص بـ «أسبوع الإمارات للابتكار 2016»، في دورته الثانية.
وقد زار المنصات التفاعلية التي أقامتها الجهات المشاركة عدداً من كبار المسؤولين في الدولة وشخصيات دولية رفيعة المستوى كما استقطبت الفعاليات عدداً من زوار مدينة مصدر وطلبة معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وموظفي الجهات والشركات التي تتخذ من المدينة مقراً لها، إلى جانب أفراد المجتمع الذين توافدوا للتعرف على الخدمات والأفكار المبتكرة التي تستعرضها الجهات المشاركة والاطلاع على مختلف عناصر الاستدامة والتقنيات النظيفة المبتكرة المطبقة في أرجاء مدينة مصدر.
من جانبها استعرضت هيئة الإمارات للهوية في منصتها خلال الفعاليات أحدث مشاريعها لتسهيل الاستفادة من إمكانات بطاقة الهويّة على المستويين الفردي والمؤسسي والمتمثلة في برنامج قارئ بطاقة الهويّة المبتكر وبرنامج قراءة بيانات البطاقة بالهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية عبر تقنية الاتصال اللاتلامسي قريب المدى.
ويوفر البرنامج للمؤسسات والجهات على اختلاف مجالات عملها وسيلة متطورة وسهلة الاستخدام للحصول على البيانات الشخصيّة التي تحتاجها لإنجاز معاملات متعامليها خلال ثوان معدودة ما يسهم في اختصار الوقت والجهد اللازمين لإدخال البيانات وإنجاز المعاملات فضلاً عن التخلّص بشكل كامل من الأخطاء التي تحدث أثناء عمليات إدخال البيانات بالطرق التقليدية.
واستعرضت الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان» ثلاثة تطبيقات إلكترونية مبتكرة والتي توفر إمكانية التفاعل بين المستخدم والأخصائيين على مدار الساعة في ما يتعلق بالتغذية الصحية، وآخر لمرضى السكري، بالإضافة إلى منصة خاصة بالنساء الحوامل. كما استحدثت «ضمان» نظام دمج معلومات المرضى ضمن بطاقة الهوية الوطنية بالتعاون مع هيئة الإمارات للهوية.
ومن طرفه استعرض مركز إدارة النفايات – أبوظبي « تدوير»، عدد من الابتكارات شملت تصنيع السماد العضوي من المخلفات الزراعية الخضراء، وإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية وإطارات السيارات واستخدامها في تصنيع مواد أخرى مثل أرضيات الحدائق والاسطبلات، فضلاً عن استخدامها في تزيين حدائق المنازل. كما سلط المركز الضوء على مشروع إعادة تدوير زيوت الطهي الذي ينفذه بالتعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب استعراضه ابتكار استخدام مادة من السيليكون للمساهمة في منع تكاثر البعوض في المياه.
واستعرضت شركة أبوظبي للإعلام، غرفة الأخبار الذكية المستخدمة في جريدة الاتحاد والتي تتكون من شاشات عملاقة ولوحة لمس من أجل التحكم بالشاشات والمواضيع من مختلف أنحاء العالم مما يتيح للعاملين في الصحيفة مراقبة وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال مشاركته، استعرض جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تقنية حاقنات السماد (الديزترون) والتي تعمل بدورها على حقن السماد خلال شبكة الري بمعدلات دقيقة، وتقنية مجسات قياس رطوبة التربة لتحديد مواعيد وكميات مياه الري المناسبة وما ينعكس عنها من رفع كفاءة الري وتقليل عملية هدر المياه المستخدمة في عمليات الري، بالإضافة إلى تقنية التلقيح الاصطناعي لملكات النحل وعرض أهم الابتكارات التي أوجدها الجهاز وطورها في مجال تربية نحل العسل، إلى جانب تقنيات فعالة وواعدة في تطوير وتعزيز القدرات في مجال خدمات الفحص المخبري، والتي يسعى الجهاز من خلالها لتوفير خدمات فحص مخبري مبتكرة تواكب التطورات في مجال التكنولوجيا الحديثة، حيث قام الجهاز بتبني واستحداث سلسلة من خدمات الفحص المخبري المتطورة عبر المختبرات المتنقلة والتي يمكن إجراؤها خارج نطاق المختبر التقليدي وتختصر الفترة الزمنية من أيام إلى دقائق، لافتاً إلى أن مختبرات الجهاز قامت على تبني مبادرة المركز المرجعي لأمراض الإبل بالتعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان لتعزيز القدرات في مجال الفحص المخبري.
ومن جانبها استعرضت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مشروع المساجد الذكية، الذي تنفذه بالتعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، والذي يهدف إلى تحسين عمل أجهزة التكييف للحد من هدر الطاقة مع مراعاة إرضاء الجمهور، وإتاحة الصيانة الاستباقية عن طريق الكشف المبكر تلقائيا عن حالات تعطل الأجهزة والإبلاغ عنها وتوفير نظام تحكم في الأجهزة عن بعد، كما بوسع هذا النظام متابعة عدد زوار كل مسجد في مختلف أوقات الأسبوع والمعالجة الذكية للصور لجمع البيانات المتعلقة بالأشغال والتعرف على أنماط الأشغال داخل المسجد مع الأرشفة الإلكترونية الذكية صوراً وفيديوهات.
من طرفه استعرض صندوق الزكاة خلال مشاركته باقة من الخدمات المبتكرة شملت الخدمة الخاصة بكبار المزكين والمتبرعين، وبرنامج الإمارات العالمي لاحتساب زكاة الشركات – الجيل الرابع، وخدمة زكاة أسهمي لحساب زكاة أسهم المؤسسات، وخدمة حساب زكاة التمور، وخدمة حساب زكاة الأموال والذهب والفضة، وخدمة حساب زكاة الأنعام، وخدمة بطاقة زكاتي لمتعاملي خدمة صرف الزكاة، إلى جانب أول لعبة استراتيجية على مستوى العالم تساهم في غرس قيمة الزكاة وتساهم في أن يكون المجتمع متلاحم محافظ على هويته.
وفي ذات السياق، تستضيف جائزة زايد لطاقة المستقبل يوم الخميس الموافق 24 نوفمبر من الساعة 8:30 صباحاً حتى الساعة 11 مساءاً، في إطار مشاركتها بأسبوع الإمارات للابتكار 2016، مجلس نقاش بعنوان «ابتكر من أجل الاستدامة» في مركز الابتكار بمدينة مصدر. وسيضم المجلس ممثلين رفيعي المستوى من 8 إلى 10 جهات حكومية والتي تنشط في تعزيز رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الابتكار والاستدامة.
وسيتم في المجلس استكشاف سبل مساهمة مختلف القطاعات وأصحاب المصلحة في تعزيز الابتكار والاستفادة من إمكاناته الواسعة في الأعمال، والعلوم والتكنولوجيا وتحفيز الشباب على العمل لتحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021، بطريقة مستدامة. ويهدف المجلس للخروج، بتوافق جميع الأطراف المعنية، بمجموعة من التوصيات لكيفية تسخير الابتكار لدفع عملية التنمية المستدامة.
ويشكل أسبوع الإمارات للابتكار أهمية كبيرة لرؤية «مصدر» شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، ورسالتها الهادفة إلى تعزيز مجالات الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة تلك المتعلقة منها بمجالات الطاقة المتجددة، والتنمية المستدامة.
وتعتبر مدينة مصدر منصة متكاملة ومجمعاً متطوراً لدعم نمو قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. وتستقطب المدينة الشركات الملتزمة بالنهوض بقطاع الطاقة الجديدة والتي تسعى إلى إطلاق عملياتها في منطقة الشرق الأوسط. وهي منطقة اقتصادية خاصة ومشروع عمراني صديق للبيئة يتضمن مختلف العمليات ذات الصلة بعرض وتسويق ودراسة وتطوير واختبار وتطبيق أحدث الحلول الحالية والمستقبلية للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وتشجّع المدينة من خلال تصميمها الذكي المبتكر زوارها وقاطنيها على التنقل سيراً على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية واستخدام وسائل النقل المستدامة للارتقاء بأنماط الحياة مع الحفاظ على البيئة، بحيث تكون مكاناً ملائماً للعيش والعمل والترفيه.
وتوفر المدينة خيارات واسعة من شبكة نقل ذكية تعمل بالطاقة النظيفة لضمان التنقل في المدينة بسهولة ويسر، منها نظام النقل العام، ونظام النقل الشخصي السريع. ويهدف نظام النقل الشخصي السريع في مدينة مصدر، إلى تقليل الانبعاثات الكربونية التي عادة ما تسببه عوادم السيارات العادية، في حين تعمل السيارات الكهربائية وفق نظام الشحن بالكهرباء النظيفة. وتتحرك مركبات النقل الشخصي السريع المستخدمة في المدينة وفق أنظمة ملاحة مبرمجة مسبقاً في مسارات خاصة بها، وبسرعة تصل إلى 45 كيلومتراً في الساعة. أما نظام النقل العام فيضم السيارات الكهربائية، ويجري التخطيط لإدخال شبكة القطار الكهربائي في المدينة، وسيتم ربط هذه الأنظمة بشبكة الطرق الرئيسة وخطوط السكك الحديدية التي ستشكل حلقة وصل مع المناطق الأخرى خارج المدينة.
وفي قطاع المياه كان لـ”مصدر” الكثير من المساهمات المتمثلة بتبني الانظمة الذكية في ترشيد استهلاك المياه، حيث تستخدم مدينة مصدر في مبانيها أنظمة ذكية مبتكرة في استهلاك المياه، إذ تهدف هذه المباني إلى توفير 54% من استهلاك المياه و51% من استهلاك الكهرباء، مقارنةً بالمعدل السائد في الدولة، وتأتي نسبة 30 % من الكهرباء التي تستهلكها المباني من الألواح الكهروضوئية المثبتة على أسطح المباني، بينما تأتي نسبة الـ70% المتبقية من محطة توليد الطاقة الشمسية في مدينة مصدر، لتحصل المباني بذلك على كامل احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة المتجددة. كما يتم توفير 75 % من احتياجات المياه الحارة عن طريق لواقط حرارية مثبتة على أسطح المباني.
يشار إلى أن فعاليات «أسبوع الإمارات للابتكار 2016» في دورته الثانية التي انطلقت يوم الأحد الموافق 20 نوفمبر تستمر على مدار 7 أيام لغاية 26 نوفمبر 2016.