نون والقلم

يريدونها دويلات

هم ماضون في مخططاتهم، يريدون دويلات صغيرة متناحرة في أرض العراق، والشام، وطائفية عصبية كريهة، يريدونها أرضاً محروقة، وشعوباً تعيش على الدم.

[bctt tweet=”من هم هؤلاء الذين تكالبوا على أرض العزة والفخر؟” via=”no”]

هم الإيرانيون التوسعيون، وهم الروس الباحثون عن مكانة جديدة، وهم الغرب الذين ما زالوا يرزحون تحت تأثير الفكر الاستعماري، وهم دعاة الدولة الدينية في أرض فلسطين السليبة.

كلهم اجتمعوا على رأي واحد، وتعاونوا على فعل واحد، في حلب، والرقة، في الموصل، وتلعفر، يغيرون الخرائط، ويحركون السكان شمالاً وغرباً حتى وصلوا إلى قيعان البحار.

الأميركي شريك في مذابح العراق، والروسي هو الذي يحدد متى يضرب، ومتى يتوقف في سوريا، وحاملات الطائرات تسانده، والإيراني هنا وهناك، هو الذي يقسم الأرض، ويحدد من يعيش فوقها، والكردي يريد دولة، ويتحالف مع الشياطين بكل أجناسها، والمالكي أعلنها صريحة، ما عاد يمثل دوراً ليس دوره، نزع القناع، ولبس رداء المذهبية، وأطلق الرعاع في كل مكان، سقاهم كأساً فيها دم، وفيها حقد وكراهية، وأطلق شعارات خامنئية.

والحكيم، رئيس الحزب الإيراني في العراق يكشف الغطاء، ويطرح مشروع التقسيم، سبع محافظات أو ثلاث دويلات، كردية، وشيعية، وسنية، وكل بقعة بقومية ومذهب وجيش واقتتال على شبر أرض أو بئر بترول أو شاطئ نهر.

هم يعرفون جيداً، علمهم التاريخ، أن الأمة تقف على ثلاث، مصر والشام والعراق، في كل مراحل نهوضها كانت أضلاع هذا المثلث متكاملة، قوية مستقرة. وحرب أكتوبر 1973 ليست بعيدة عن الذاكرة، ومن قبلها كانت نهاية الحملات الصليبية، وكان القضاء على جحافل التتار، وإنهاء أحلام نابليون.

اليوم تؤكل الشام، ويؤكل العراق، وغداً سيمدون بصرهم إلى أرض أخرى، يريدونها ممزقة، فهذه مقدمة. كل هذا القتل والدمار والتهجير مقدمة للأسوأ، الذي يخططون له، ونحن ما زلنا نتجادل إن كانت إيران تضمر شراً بنا أم لا؟ ولا نستطيع تحديد أعدائنا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى