نون والقلم

لا يعجبهم العجب

[bctt tweet=”كل جماهير الرياضة توضع في كفة وجمهور كرة القدم في كفة أخرى” via=”no”]. في العالم كله، الأندية تعاني من جماهيرها، والمنتخبات تتحمل جنون مشجعيها، وبعض المدن أصبحت مشهورة بحماس أبنائها عندما تلعب الفرق المنتمية إليها. وفي بعض الدول ومنها دول عربية ينصّب الجمهور نفسه مدرباً ومخططاً ويتدخل في طريقة لعب فريقه!

أخبار ذات صلة

فوضويون متحمسون ومخربون لا يرضيهم شيء، يحملون اللاعب على الأكتاف إذا سجل هدفاً، ويشيدون بالمدرب إذا فازوا، وبعد أيام يطالبون بإبعاد اللاعب نفسه عن الفريق إذا أضاع هدفاً، ويحطمون سيارة المدرب إذا خسروا مباراة أو بطولة!

ونحن لسنا بعيدين عن تلك الأجواء، رغم أن جمهورنا مؤدب ولا يغلط في العلن على اللاعبين والمدربين، ولكنه مصاب بالهوس مثل أقرانه في البلاد الأخرى.

التشجيع يولد لديه شحنات من الاندفاع والعاطفة، ويظن بعض «صبية المدرجات» أن وجودهم في الملاعب يعطيهم الحق في إملاء رغباتهم على فرقهم، ومن يتابع بعض برامج التلفزيون ومواقع التواصل سيجد أطفالاً يغلّطون المدربين ويوجهونهم. وللأسف هناك إعلام يندفع خلفهم، يثير اللغط مثلهم، ويتبنى في أحيان كثيرة «هلوساتهم».

موضوع منتخبنا الوطني وطاقم تدريبه مطروح هذه الأيام على طاولات أولئك الصبية، متى؟ بعد أن أكد شبابنا أنهم يتحملون مسؤولية الاسم الذي يمثلونه، ومازالوا ينافسون على التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، وبعد أن أثبت المدرب مهدي علي أنه جدير بالثقة التي منحت له.

وهو يملك إمكانات تجعله الأفضل لتدريب منتخبنا، إضافة إلى اللغة المشتركة التي تجمعه باللاعبين، لغة الوطنية والولاء والإخلاص، وهو الذي أعاد منتخبنا إلى الواجهة منذ أن تولى مسؤوليته عام 2012، منهياً سنوات من التراجع تحت قيادة مدربين أجانب يحملون أسماء كبيرة في عالم التدريب.

قبل أسابيع خسر المنتخب من شقيقه السعودي، فتحدثوا عن تغيير مهدي وطاقمه، وقبل أيام فاز المنتخب على الفريق العراقي وتحدثوا عن تغيير مهدي وطاقمه، فماذا يريد الجمهور؟

الفوز لا يعجبهم، والخسارة لا تعجبهم، واستمرار المنافسة لا ترضيهم، فأي عجب يعجبهم؟!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى