حالُ مُتسلِّق الجبال وهو يبلغ منتصف جبلٍ شاهق، مُتجاوزاً ٥ مُتسلِّقين غيره ممّن يرغبون الوصول لقمّة الجبل قبله، وبعضهم يقدر على ذلك، هو كحال منتخبنا لكرة القدم في تصفيات كأس العالم ٢٠١٨، إنها جبل شاهق وهو يتسلّقه، وقد بلغ منتصفه وسبق ٥ منتخبات هي اليابان وأستراليا والإمارات والعراق وتايلاند، وبقي نصف الجبل الأعلى والأصعب، ومعظم مبارياته فيه ستكون خارج الوطن، وهذه المنتخبات ستعمل بما أوتيت من قوّة على «فكفكة» حبال و«كلاليب» تسلّقه للإطاحة به من عَلِ، وهو لم يُقصّر، لكنّه يحتاج لدفعة نوعية تدفعه لقمّة الجبل، ليتأهّل أولاً أو ثانياً ويُفرِحنا في وقتٍ نحتاج فيه للفرح!.
ولا أقصد بـ «الدَّفعة النوعية» دعماً رسمياً فهو موجود بأقصى درجاته، ولا دعماً إعلامياً فهو مُتحسّن لأول مرّة منذ سنوات طويلة اتّسمت بالنقد الجارح له والتعصّب للأندية اللذيْن أسقطانا في بئر الهزائم، بل أقصد دعماً فنياً بتجنيس بعض اللاعبين العرب المحترفين لدينا، والذين فضّلونا على مساقط رؤوسهم ليس طمعاً في أموالنا، فهم حاصلون على كمٍّ كبيرٍ منها بسبب احترافهم لدينا، بل حُبّاً فطرياً نمّته مواقفنا العروبية الأصيلة، مثل لاعب نادي الأهلي عمر السومة وربّما غيره، ممّن سيُضيفون قوةً للمنتخب، ولا عيب في التجنيس، وتلجأ إليه دول كثيرة من اليابان شرقاً لأمريكا غرباً، ومن السويد شمالاً لأستراليا جنوباً، وكما قال الأمريكي ول ديورانت مؤلّف كتاب «قصّة الحضارة» في عام ١٩٣٥م بأنّ الرياضة «تزاوج بين البشر المختلفين لاستعراض مواهبهم الجسدية» وكأنه يُلمّح لاستحباب التجنيس الرياضي، والوصول لكأس العالم هو حسناء جميلة، ولو كان بعض مهرها تجنيساً فما المانع؟ هلّا تذكّرْنا قول الشاعر:
وَمَنْ يَخْطُبُ الحَسْنَاءَ لَمْ يَغْلُهَا المَهْرُ..!.