[bctt tweet=”بدأت إدارة باراك أوباما تحركها الأخير، قبل أن تغادر البيت الأبيض” via=”no”]. جون كيري وصل إلى المنطقة، ويفترض أنه أجرى مباحثات يوم أمس، مع ممثلي الحوثيين في مسقط، وسيكون اليوم في أبوظبي.
منذ سبتمبر 2014 كانت الظروف مهيأة للتدخل السياسي الأميركي، قبل استيلاء الحوثيين على كل اليمن، وبعد احتجاز الرئيس الشرعي في منزله، وخلال «عاصفة الحزم وإعادة الأمل»، وكل اتفاقات وقف إطلاق النار، ولكن الولايات المتحدة كانت تنأى بنفسها، لم ترد أن تغضب الإيرانيين حتى لا يتعطل الاتفاق النووي، ووصل بها الأمر إلى عدم إدانة عمليات تهريب السلاح، وسكتت عن المهربين، الذين يساعدونهم براً وبحراً، ولم تدن قصف الأراضي السعودية بالصواريخ الإيرانية من المناطق الحوثية، حتى استهدفت بوارجهم بتلك الصواريخ.
الوزير كيري مرحب به خليجياً، ومن الجيد أن يبدأ جولته بالحوثيين، فهم سبب الأزمة في اليمن، وعليهم أن يتعاونوا مع مساعي السلام، وللسلام شروط، أولها عدم خروج الذين انقلبوا على الشرعية بمكاسب سياسية وعسكرية على حساب وطنهم، وركائز إنهاء الأزمة معروفة، ضمن قرار الأمم المتحدة رقم 2216، وعليها يجب أن تبنى أي اتفاقات جديدة، فالشعب اليمني وبعد كل هذه التضحيات لن يقبل باقتسام الحكم كما يقترح ولد الشيخ، ولن يفتح أبواب وطنه للإيرانيين، ليعيثوا فيه فساداً.
اليمنيون يريدون سلاماً، ودول التحالف العربي تريد سلاماً، أما الحرب فما زالت خيار إيران، التي تعيش على الفوضى، والاقتتال الطائفي في المنطقة العربية، والسيد الوزير جون كيري يعرف ذلك جيداً. وأخشى ما نخشاه أن تكون جولته هذه لحفظ ماء الوجه فقط، له، وللرئيس أوباما وإدارته، بأن تهدف إلى تسجيل إنجاز عجزت هذه الإدارة عن تحقيقه طوال ثماني سنوات، حتى يقال غداً:
إن أوباما حقق سلاماً في اليمن، فهذه الغاية، وفي اللحظات الأخيرة، بل في فترة نهاية ولاية أوباما، وتحفز ترامب لاستلام السلطة. أقول لكم: قد تكون الوسائل المتاحة لتحقيقها ضعيفة أمام كيري، وقد يقبل بها ليدخل رئيسه في سجل الإنجازات، الذي يكاد يخلو منها، وهو يجمع حاجاته من المكتب البيضاوي!