واهمٌ من يظن أن الأيادي التي تمتد من وراء الخليج يمكن أن تكون صديقة. إنها طامعة، في نفوذ أو مصالح، سياسية أو عسكرية، وجهان لعملة واحدة، وأمثلة السنوات الخمس الأخيرة كثيرة. دول لها أحلام، ودول تعيش على أوهام، وفي الحالتين، نحن الذين نخسر عندما نمد أيدينا إلى عدو أخينا!!
أمور السيادة معروفة ومعلومة، وليس من ضمنها بالتأكيد الشماتة، والإخوة لا يمنون على إخوانهم، ففي النهاية، هم بحاجة لبعضهم في الشدائد، ومن باب أولى، أن يكونوا مع بعضهم في الرخاء.
نستطيع أن نكون قوة اقتصادية عالمية سادسة، لدينا الإمكانات، ولدينا البنى التحتية، ولدينا الطاقة البشرية، ولدينا الثروات، وحتى نحقق ذلك، لا بد أن نثبت المبادئ التي نقف عليها، الحد الأدنى منها على أقل تقدير بات مطلوباً، وعلى رأسها، الأهداف التي نتطلع إليها، وعلاقاتنا مع الآخرين.
فالاقتصاد القوي بحاجة إلى سياسة قوية، إلى رأي موحد حول التدخلات الأجنبية في المنطقة، ومواجهة الفكر التوسعي للجيران. وقد أعطينا مثلاً يوم أمس، عندما قدمنا رسالة موحدة إلى رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعربنا فيها عن القلق إزاء استمرار سياسات إيران التوسعية في المنطقة، وبدعم من امتدادنا الاستراتيجي العربي، مصر والأردن والسودان والمغرب واليمن، وهذا دليل على أننا قادرون على الدفاع عن مبادئنا وأهدافنا.
وبعد السياسة، لا بد من القوة العسكرية التي تحمي الإنجازات الاقتصادية، فمن يهدد دولة خليجية، يهدد مجلس التعاون بكامله. هذا المبدأ لا بد أن نتفق عليه، ولا نضع مبررات واهية لنتنصل منه، فنحن في قارب واحد، أمننا واحد، ومصيرنا واحد، ونستطيع أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن، وأن نحقق نهضة أشمل لمنطقتنا، فنحن نملك ما لا يملكه غيرنا.