اخترنا لكنون والقلم

فعلها الأميركان

زلزلت الأرض، وارتج العالم من أقصاه إلى أقصاه، و[bctt tweet=”انهارت آمال وأمنيات، وأصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية” via=”no”].

صدمة لن يفيق منها الجميع، حتى الأميركان سوف يصدمون من النتيجة، وكأنهم ليسوا الذين أوصلوا هذا الرجل إلى البيت الأبيض.

إنها الحقيقة ماثلة أمامكم، وبرضاكم أو من دون رضاكم، سوف تتعاملون جميعاً مع واقع ليس له مخرج، أربع سنوات بأيامها ولياليها، الكل مجبرون على تحمل السيد الرئيس، وتحسين الخطاب تجاهه، وهذا ما سنفعله بعد كل الذي قلناه عنه من قبل، وعلى الرئيس الفرنسي، ووزير خارجية ألمانيا، وكل السياسيين في العالم، أن يصححوا أقوالهم تجاه الرجل، ونحن مثلهم.

فقد كنا حتى يوم أمس، نتحدث عن مرشح يطمح بالفوز في الانتخابات، ولم نقصر معه، منحناه صفات كان يستحقها، خاصة أنه عندما ترشح لتمثيل الحزب الجمهوري، أسرّ لأعوانه بأنه يعلم بأن الوصول إلى البيت الأبيض بعيد المنال..

ولكنه يريد أن يحدث ضجة، ويلفت الأنظار إليه، ويكفيه أن يقال عنه، إنه المرشح السابق للرئاسة، ولهذا، أطلق تلك الآراء الغريبة، وأثار حفيظة جاليات وفئات من النسيج الأميركي، وأحدث جدلاً، واستقطب المؤيدين، وتقدم وكأن «شيطاناً» يدفعه نحو الأمام.

من اليوم، لن نقول إن دونالد ترامب رجل طائش أو أهوج أو سمسار أو لا يفهم في السياسة، أو وقح في تعليقاته، لن نقول كل الذي قلناه عندما كان مرشحاً، فقد أصبح رئيساً، وللرئيس كل التقدير والاحترام، بحكم القانون، وليس بحكم النفس والقناعة، ونحن نجل القانون، ولا يمكن أن نخالفه، وترامب ما دام قد أصبح رئيساً لدولة تربطنا بها علاقات صداقة، لا يجوز أن يوصف بأوصاف، حتى وإن تحلى بها!!

لا أعرف كيف سنبلعها، فالحقيقة في أحيان كثيرة تكون مرة، ولكن ما العمل، سنشرب الكأس الُمرة، كما نشرب الدواء، ولن نقول غير سامح الله الشعب الأميركي، الذي أثبت نفسه هذه المرة على حساب العالم، فقد تسلى بنا، كما قلت لكم يوم أمس الأول، وصدمنا جميعاً، وهو ما توقعناه يوم أمس، ودعونا نتكيف، فالدنيا لم تنتهِ بانتخاب ترامب، ومن يدري «رب ضارة نافعة».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى