نون والقلم

ماذا حدث لـ«رويترز»

 

[bctt tweet=”ماذا حدث لوكالة «رويترز» للأنباء” via=”no”].. لماذا انهارت المهنية الصحفية فيها بهذه الصورة؟.. هذه الوكالة التى كانت حلم كل صحفى فى العالم أن يعمل بها أو يتدرب فى مراكز التدريب التابعة لها لأنها كانت نموذجاً للمهنية والسرعة والدقة فى نقل الأخبار والحياد فى القضايا محل الخلافات الكبيرة.

ولكن فى السنوات الأخيرة ظهرت على تقارير الوكالة وأخبارها أن شيئاً ما حدث بها فى صياغة الأخبار والتقارير تشير إلى أهم أسلحة هذه الوكالة وهو الحياد والموضوعية انتهى، وأصبحت تنحاز لأطراف معينة ضد أطراف أخرى.. والأمر الثانى أصبحت تعتمد على المصادر المجهلة مثلها مثل وكالات الأنباء التابعة لجماعة الإخوان، وعلى رأسها وكالة الأناضول التركية، وتم اختراع جملة أصبحت تتداول فى جميع تقاريرهم وأخبارهم وهى «قال مصدر غير مخول له بالكلام» وهو الباب الواسع الذى يسمح للصحفى نشر أى كلام يريده بدون أى اعتراض.. رغم أن فى أدبيات هذه الوكالة العريقة أن الأخبار مجهولة المصدر تعد جريمة مهنية.

أفهم لجوء إعلام جماعة الإخوان وجماعات الإرهاب ووكالة الأناضول إلى هذه الصيغة كى تمرر أى معلومات لأغراض سياسية، فالقارئ ووسائل الإعلام التى تنقل عنها تعلم أنها منحازة سياسياً فيأخذ هذه المعلومات من قبيل الإحاطة بها والشك، أما أن تسقط وكالة عريقة وكبيرة فى هذا الفخ وتنقل عنها كبريات وسائل الإعلام العالمية هذه الأخبار المجهولة المصدر فتُحدث رأى عام دولياً مضاداً لطرف ومنحازاً لطرف آخر فهنا الكارثة المهنية.

ورغم أن الوكالة لديها مركز تدريب يعمل فى مصر بحرية ويركز فى عمله على أخلاقيات المهنة وتدقيق المعلومات والموضوعية فى طرح القضايا، إلا أن الوكالة فقدت كل هذه عندما تناولت قضايا قديمة وأعادت طرحها وكأنها حدثت بالأمس، ومنها مثلاً قضية القضاة المصريين الذين تم إحالتهم للتقاعد منذ عام تقريباً لأنهم وقعوا على بيان رابعة الشهير وعندما تتناول قضايا الحريات عن مصر تقوم بصناعة تقارير كبيرة وإن تعلق الأمر بتركيا فنجد مجرد أخبار قصيرة ومخففة.

ووجدنا الوكالة تصنع تقريراً وتنشره عن قرار ما وكان هذا القرار صدر من أسبوع مثلاً وأن هناك ثورة فى الشارع بسبب هذا القرار، والأغرب تناول الوكالة للقرارات الاقتصادية الأخيرة فهى لم تقم بعرض وجهات النظر المختلفة لكنها تبنت وجهة نظر واحدة فى كل تقاريرها حول هذه القضية، وآخر هذه المواقف خبر زيارة وزير البترول إلى إيران وصياغة الخبر تمت بخبث وربطت بين هذه الزيارة الوهمية وبين ما يشاع عن الخلاف المصرى السعودى.

لقد أحزننى الحال الذى وصلت إليه هذه الوكالة العريقة.. ولا أعرف ماذا حدث لها.. وهل هناك أيادى تتدخل بسلاح المال فى السياسة التحريرية لها أم توجد مشكلة فى عقيدة الزملاء العاملين فيها؟ هى أسئلة تحتاج إلى إجابة من إدارة الوكالة التى أتمنى أن تعود إلى ما كانت عليه من مهنية وموضوعية وإلى المصادر المعلومة حتى تعود الثقة فيها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى