انتهى الوقت، وتوقفت هيلاري عن الكلام المباح، وذهب ترامب لينام، فاليوم أمر، وغداً أمر آخر.
مساء اليوم بتوقيتنا المحلي سيحدد الشعب الأميركي اتجاه بوصلة العالم في السنوات الأربع المقبلة، القرار أصبح بيد الناخب، هو الذي سيقول كلمة الحسم، كل تلك الحملات الهستيرية التي شهدناها في الأشهر الأخيرة ذهبت أدراج الرياح، تناثرت الدولارات، وتطايرت الإشاعات، وفضح المستور، وكشفت الأسرار، وسقط في الطريق من سقط، وقبل البشر سقطت المبادئ ومزقت المواثيق، فهذه كانت معركة الرئاسة لأعظم وأقوى دولة في العالم.
آخر التوقعات حتى مساء يوم أمس كانت تصب لمصلحة هيلاري، مرشحة كل الخائفين من طيش ترامب، بثلاث نقاط أو خمس، وهذا شيء لا يطمئن، بل يزيد من القلق والتوتر وحرق الأعصاب، فالفجوة ضيقة، والناخب الأميركي «هوائي»، يحب الصرعات، ولا يستبعد أن يتعامل مع «ترامب» وكأنه صرعة جديدة عليه أن يجربها، كما يفعل مع «كيم كارداشيان» وعائلتها، أو ما فعله سابقاً مع «الفيس بريسلي»، وقد يضمه إلى المنتجات الأخرى التي تخرج من بلادهم وتغزو العالم مثل «بوكيمون غو»، فهذه مصيبة.
إذا حدث ذلك نتيجة استمتاع بأسلوب المرشح الرئاسي وطريقته في إثارة الجدل واستفزاز الآخرين، ستحل بالعالم مصيبة لا يعلم مداها غير الله.
يوم أمس بدأت الولايات المتحدة حرباً جديدة في سوريا، بقيادتها ومع دول التحالف ومجموعات سورية وطنية ضد الإرهاب المتمثل في «داعش» وخلافته الكاذبة بالرقة، وفي سوريا جيوش من روسيا وإيران وحزب الله، وميليشيات من المرتزقة المتمذهبين والمستعدين للتطهير العرقي والطائفي والمذهبي في حلب، وما هي إلا شرارة تطير بالخطأ وتشتعل ناراً لن تنطفئ قبل أن تكبر وتحصد.
وفي العراق هناك حرب في الموصل، وحروب مقبلة في بقع أخرى، وفي «القرم» حرب، وفي العالم روسيا «المستأسدة»، ولا ينقصهم جميعاً إلا رئيس «أهوج» يأتي إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة لأن الناخب يريد أن يتسلى!!