نون والقلم

حين يصير الوطن نهراً من الألوان

حين يدخل عليك أطفالك ممتلئين بالبهجة والابتسامات، عائدين من مدارسهم في يوم العلم يلوحون بالأعلام، فلا يقبل الواحد منهم أن يلمس أحد علمه أو ينتزعه منه لأي سبب، ساعتها تعلم أن العلم لا يرفرف خفاقاً في سماء الإمارات فقط، ولكنه يرفرف خفاقاً ومتألقاً ومحفوفاً بالبهجة في قلب كل طفل، يفتح عينيه لينطلق إلى مدرسته تحت سماء الإمارات، أمام هؤلاء الصغار الملونين صباح الأمس بالأحمر والأبيض والأخضر تقف الكلمات عند نقطة نهاية السطر، يصيرون هم العبارة، ويصير الوطن صديقك الوفي، ووجه أمك الطيب، وتلويحة زايد، التي لا تنسى أبداً.

حين يقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أباً وقائداً ملوحاً ومبتسماً للصغار، الذين طارت قلوبهم فرحاً بلقائه والوقوف بجانبه، والاستماع إليه والتقاط صورة معه، لحظتها تعرف يقيناً أنك أمام التجسيد الحقيقي لتلاحم الشعب والقيادة تحت راية الوطن لأجل الوطن، وساعتها لن ينتابك أي خوف على الإمارات، فالإمارات بخير جداً، والبيت ــ كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ــ متوحد فلا تخافوا.

حين يستبدل الإماراتيون صورهم الشخصية على جميع حساباتهم في مواقع التواصل بصورة العلم في حملة جماهيرية موحدة باعتزاز وفخر، ساعتها لا كلمات يمكن أن تسعف الكتاب، ليعبروا كما يجب عما يحدث، فما يحدث رائع بكل المقاييس، وعميق جداً إلى حدود الدمع والبكاء والفرح الشاسع، وإلى درجة تمني أن تكون كل الأيام للوطن وللعلم.

كل ما يمكن أن يكتب، كل المقالات والقصائد والكلمات لخصتها أهازيج الصغار، حركتهم في المدارس، الأعلام التي ارتفعت فوق أسطح المنازل، الأعلام التي رفعها المسؤولون في كل مكان، الأغنيات والصور وألوان العلم، الذي تحول لشرائط في جدائل الصغيرات وتيجاناً وقمصاناً وثياباً ودبابيس شعر وأساور، لقد تحولت الإمارات نهار البارحة إلى قلب واحد، ونهر من الألوان.

أخيراً وليس آخراً، فالأغنية التي جاءتنا هدية من الكويتيين، والتي شدى بها الفنان نبيل شعيل للعلم، وكتب كلماتها يوسف الشطي، ولحنها بشار الشطي، عبرت بصدق عن ذوق رفيع لا يصدر إلا من أهل الذوق والمكارم، كما حملت صادق المودة والمعزة، التي يكنها أهلنا في الكويت لإخوتهم في الإمارات، فشكراً كبيراً يا أهلنا في الكويت، شكراً إلى حدود السماء، وهامات القمم، وحيثما رفرفت للعز راية وخفق للحب علم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى