اخترنا لكنون والقلم

سعد لمجرد: الفن والسياسة

[bctt tweet=”المغني المغربي «سعد لمجرد» أشهر اسم فني مغربي، هذه الأيام” via=”no”]، ليس بسبب أغانيه «الضاربة» في العالم العربي، ذات النفس المرح والراقص، بل بسبب مشكلته مع القضاء الفرنسي. الفنان وجهت له اتهامات تتعلق بالاعتداء على فتاة فرنسية، من أصول جزائرية، والتحرش بها، كان ذلك قبيل بداية حفلته الباريسية الغنائية الموعودة. إلى هنا، والأمر يصلح لصفحات الحوادث والأخبار الفنية الساخنة، غير أن تعليقًا لمحامي المغني المغربي، المجرد، لفت الانتباه فيه لوجود «مؤامرة إقليمية» ملمحًا لدولة عربية فيما جرى لسعد لمجرد.

لا ندري من يقف خلف هذه المؤامرة – حسب تعليق المحامي – وإن كان التلميح واضحًا! لكن، وبصرف النظر عن براءة أو إدانة الفنان، فهذا أمر متروك للقضاء، السؤال: متى نضع الحد الفاصل، بين وظيفة الفنان، وهي الفن! وتوظيف اسم وقيمة ورمزية الفنان في سوق السياسة، والتسويق لأفكار أو توجهات معينة؟

ما هي العلاقة بين الفن والسياسة؟

الرصد الواقعي يقتضي القول إن العلاقة بين الفنان والسياسة، قديمة ومتجددة، ليس لدى العرب، بل في العالم كله، وهناك فيلم أميركي جميل عن سيرة كاتب السيناريو الشهير «دالتون ترامبو» الذي كان يساريًا ماركسيًا، في عز الحملات الماكارثية الأميركية على الشيوعية، ليتم حرمانه وبعض رفاقه من العمل، بتآمر بعض الفنانين ومجتمع هوليوود، من هؤلاء ممثل أفلام الويسترن الشهير «جون واين».

بالعودة للعالم العربي، فمصر مثلا، كانت مسرحا للخلافات السياسية بين الفنانين على خلفية قيام هبّة يناير، التي أتت بالإخوان للحكم، ثم الهّبة المضادة التي أزاحت الإخوان. والتفاصيل معروفة، ومن هو ضد أو مع، من فناني مصر.

على ذكر مصر، ربما تحسن الإشارة إلى قدم الانغماس السياسي من بعض الفنانين، أهل التمثيل، من هؤلاء فنان زمن الأبيض والأسود، حسين صدقي (توفي فبراير 1976) الذي كان متعاطفًا مع جماعة الإخوان وعلى صلة بحسن البنا وسيد قطب. وحمدي أحمد (توفي يناير 2016) الذي كان ناشطًا يساريًا، وصار نائبًا برلمانيًا بعهد السادات.

في لبنان، الكل تقريبًا يعرف، من هو مع نصر الله أو عون، ومن هو مع جعجع أو الحريري، وبعض الفنانين يعلن هذا الانتماء صراحة، بفخر. في سوريا كذلك، هناك تصنيف لفناني «الثورة» والنظام.

هي ظاهرة موجودة، بعض الفنانين ينحاز عن وعي لأنه «مسيّس» وبعضهم يفعلها، رهبًا أو رغبًا، بعضهم ساذج، يريد استكمال حضوره بمواقف، يتوهم أنها تفيده جماهيريًا، وبعضهم يجبر من قبل سلطة، سياسية أو اجتماعية، على أخذ موقف ما.

إنها سياسة الفن.

أخبار ذات صلة

Back to top button