إيران خامنئي امتداد لإيران خميني، ومازال حلم الأستاذ يراود التلاميذ، وما كان الصاروخ الباليستي الذي انطلق قبل أيام من «صعدة» الحوثية باتجاه مكة المكرمة إلا خطوة جديدة في ذلك الاتجاه.
[bctt tweet=”أرض العرب مانعة للأحلام والأوهام الإيرانية” via=”no”]، منذ الأزل هي كذلك، وإن ساعدتهم بعض الظروف في أزمان مختلفة، مصيرهم كان دوماً الطرد ومن ثم الانكماش بعيداً خلف الجبال. قبل الإسلام عندما كانت لديهم إمبراطورية، وبعد الإسلام عندما أرادوا أن ينتزعوا الراية، بجحافل جيوشهم حيناً، وبأعوان خونة في بعض المناطق حيناً آخر، حققوا انتصارات، وتوغلوا في بعض البلاد، ولكن «الضاد» كانت لهم بالمرصاد، هزمتهم اللغة العربية قبل أن تهزمهم الجيوش، لغة القرآن سلاح أهل القرآن.يقال إن الصفوي ذات يوم منذ قرون خلت، دخل الموصل، وها هو «سليماني» يقف على أبواب الموصل، ولن يستقر فيها. خلف لا يتعلم من دروس سلف زال وزالت أحلامه. نفس مغرورة تسيطر على هؤلاء المتقمصين لشخصيات اندثرت بكل أفعالها وخطاياها وصفحات تاريخها المسودة كوجوههم. إنهم يتفاخرون بالسيطرة على أربع عواصم عربية، وبأنهم شكلوا «كماشة» حول الأرض الطاهرة، الأرض المباركة، الأرض الحرام.
كل هذا الذي نراه مقدمات لما هو أسوأ، فالنزعة القومية الإيرانية المغلفة برداء مذهبي لا تسعى إلى الموصل أو بيروت أو بغداد أو صعدة وصنعاء ومياه الخليج وباب المندب وهرمز، إنها تريد الرمز، قلب القلب، وروح الأرض، وقد قالها الشيخ محمد بن زايد بعد استيلاء الحوثيين على اليمن، وقبل أن نتبين الحقائق: «إيران لا تبحث عن جزيرة، وليس هدفها البحرين أو صنعاء، هي تريد مكة»، ومكة غير سالكة طرقها، هناك رجال يصدون عنها، تراهم إيران أو لا تراهم، هي محمية بهم، ومن فوقهم رب طهرها من دنس الفجار الفاسقين، وصد عنها الغزاة الطامعين، منذ «الأشرم» الحبشي وفيلته وإلى أبد الآبدين.
الصاروخ الإيراني المنطلق من «صعدة» الحوثية كان يهدف إلى خلط أوراق الأزمة اليمنية، وجر أطراف دولية إلى الصراع في المنطقة، هكذا زين «دهاقنة» طهران الأمر للخامنئي وأعوانه، علهم يكسبون شيئاً بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب الجزيرة العربية، وهذا تفكير «غبي» سيكلف بإذن الله المعتدي ثمناً غالياً، فهو لا يهاجم مدينة أو دولة، بل يستهدف مكة بقدسيتها وعظمتها عند كل المسلمين، وسيرجع كيدهم إلى نحورهم.