تصدرت محاولة استهداف الميلشيات الحوثية منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي اهتمامات افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم .. ووصفتها بالجريمة البشعة والاعتداء الصادم على أقدس بقاع الأرض .
كما سلطت الصحف الضوء على التعديات والجرائم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون على حد سواء في فلسطين .
فتحت عنوان “إجرام خبيث” .. أكدت صحيفة “البيان” أن الانقلابيين الحوثيين في اليمن كشفوا عن وجههم الحقيقي لتسقط ادعاءاتهم الكاذبة ..
وتجاوزا كل حدود الإجرام الخبيث بتوجيه صاروخهم الباليستي نحو أطهر بقاع الأرض وقبلة المسلمين “مكة المكرمة” .
وقالت إن الإدانات تنهال تجاههم من كل بقاع العالم الإسلامي الذي اهتز بشدة من هذه الجريمة البشعة والتي وصفها الأزهر الشريف في بيانه بالإجرام الخبيث الذي لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه ذرة من الإيمان مناديا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل الهيئات العربية والإسلامية المعنية بتحمل مسؤولياتها في هذا الظرف شديد الخطورة على العروبة والإسلام فيما قالت رابطة العالم الإسلامي في بيانها إن هذا العمل الإجرامي يكشف حجم الضلال والتيه الذي تورطت فيه هذه العصابة الانقلابية في حين أكد مجلس التعاون الخليجي في بيانه أنه اعتداء غاشم واستفزاز لمشاعر المسلمين واستخفاف بالمقدسات الإسلامية وحرمتها .
وأكدت الصحيفة أن الإدانات ما زالت تتوالى مصحوبة بتأييد وإشادة بجهود المملكة العربية السعودية والتحالف العربي في دحر الانقلابيين والرد على جرائمهم الخبيثة التي تكشف بوضوح حجم الضلال والتيه والعمالة الذي تورطوا فيه لحساب حلفائهم في طهران الذين يسعون بمختلف الوسائل والطرق لنشر الفوضى في المنطقة وفرض النفوذ والهيمنة وها هم يتمادون في جرائمهم حتى طوعت لهم أنفسهم الاعتداء على أطهر المقدسات الإسلامية .
من جانبها أكدت صحيفة “الخليج” في افتتاحيتها بعنوان “اعتداء صادم آثم” أن أطماع الحوثي ومن ورائه إيران تتجاوز إلى غير المعقول أو المتصور وتتركز في الأصل على عمق المملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى أقدس بقاع الأرض متمثلة في مكة المكرمة والمدينة المنورة .. وذنبي إيران الحوثي وصالح يقومان عبر سياسة غير مسؤولة هي أقرب إلى الطيش كعادتهما بالفعل الجبان غير المتوقع .
وتابعت بالقول “هؤلاء يسيئون إلى فكرة الإسلام العظيم القائمة على التوحيد والوحدة ويمضون في التشرذم إلى المدى الأبعد ثم لا يتورعون عن ارتكاب هذا الفعل الصادم الآثم فيتجاوزون تعاليم الإسلام وقيمه الكلية الكبرى وصولا إلى أغراضهم الدنيوية الضيقة” .
وأشارت إلى أن الميليشيات الحوثية فقدت البوصلة منذ لجأت إلى الانقلاب الدموي وهي الآن تتمادى في المبالغة في الفجور وكأنها ترقص رقصة الديك الأخيرة بعد ذبحه .. ذلك هو المصير الحتمي لمن لا يحترم الاختلاف ولا يعترف إلا برأيه ونفسه ومن يركب مركب الطائفية البغيض فلا شك يغرق لكن الحوثي اليوم لا يريد أن يغرق وحده وهو عبر تصرفاته الحمقاء يريد جر المنطقة إلى المجهول .
ونوهت بأن المواقف الغاضبة والصادقة وفي طليعتها موقف دولة الإمارات التي وقفت إلى جانب الشرعية منذ اليوم الأول وقدمت عشرات الشهداء الأبرار مقدرة يقينا .. ولقد بدا أن هناك إجماعا عربيا إسلاميا على ضرورة تطويق الخطر الحوثي الإيراني نحو اجتثاثه من جذوره بدءا من أهمية وعيه والربط بين مجرياته وتفاصيله ولعل جذور المحاولة الحوثية الخبيثة بدأت هناك يوم افتعلت إيران ومرجعية ولاية الفقيه أزمة الحج فجيرت بكل بلاهة ولؤم ما يجمع لما يفرق .
وأكدت الصحيفة في ختام إفتتاحيتها أن مكة المكرمة سوف تظل قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. هكذا كانت منذ أشرقت الأرض بنور ربها فللبيت رب يحميه وله بعون الله وعينه التي لا تنام جنود مجندة تدافع عنه بالفكر والجسد وتقدم من أجله الأرواح والأعمار .
وفي موضوع مختلف بعنوان “وباء الاستيطان” .. قالت صحيفة “الوطن” إن الاحتلال الإسرائيلي يستغل المستجدات وسيطرة أحداث في مناطق ثانية على المشهد والانتخابات الأمريكية وقرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي والانقسام الفلسطيني وعدم وجود رد فعل دولي رادع للنشاطات الاستيطانية التي يؤكد المجتمع الدولي عدم مشروعيتها وتصنف جرائم حرب وفق القانون الدولي .. ليواصل كافة تعدياته وجرائمه ومنها الاستيطان وكان آخرها إعلانه عن مخطط لتسمين مستوطنة “غيلو” بعشرات الوحدات .
ومضت تقول إن الاحتلال دأب في سبيل القضاء على كل أمل لقيام دولة فلسطينية على استهداف كل مقومات قيام الدولة فهو وإن كان يحاول استثناء “حق العودة” أو المناورة عليه أو رفض اعتبار القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين وفق كل القرارات الدولية التي تؤكد حق الفلسطينيين بدولتهم على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 إلا أن الاحتلال يحاول إيجاد واقع جديد على الأرض ليصبح معه قيام الدولة الفلسطينية متعذرا ومستحيلا .
وأكدت الصحيفة أن التعديات على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية تتزايد وقد أتى قرار منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة “يونسكو” باعتبار القدس عربية إسلامية خالصة انتصارا للحق الفلسطيني وهو إن أتى تأكيدا لوضع وحق تاريخي معروف من قبل جميع دول العالم لكنه يحتاج تحرك دولي يضع حدا للتعديات المتواصلة خاصة الحفريات وبالتحديد تحت المسجد الأقصى وما يعنيه ذلك من مخاطر وبالتالي فإن المسؤولية الدولية يجب أن تأخذ دورها الكامل في وضع حد لكل هذه الاعتداءات والجموح الذي تمارسه سلطات الاحتلال والمستوطنون على حد سواء .
وشددت في ختام إفتتاحيتها على أن إدانات العالم لم تعد تكفي ولم يعد لمواقف الشجب من الدول الكبرى التي يمكن أن تضغط على الاحتلال الإسرائيلي قيمة مالم تقترن هذه المواقف بخطوات عملية تضع حدا للعدوان على كل ما يمت إلى فلسطين بصلة ويجبر الاحتلال على وقف الاستخفاف بكل قرارات الشرعية الدولية المؤكدة لحقوق الفلسطينيين وحقن دمهم ووقف تهجيرهم وزجهم في غياهب السجون والتعامل مع دعوات الإجرام التي يلوح بها الاحتلال وآخرها تصريح وزير الحرب في الاحتلال أفيغدور ليبرمان عن نية القيام بمحرقة جديدة في غزة وأقوى من سابقاتها تكون إبادة تامة كما يجب .