قالت سوزان هيل، مدير منظمة الصحة العالمية لقطاع الأدوية الأساسية والمنتجات الصحية، إن مصر حققت نجاحًا كبيرًا فيما يعرف باتفاقيات التراخيص والإنتاج المحلى لأدوية فيروس “سى” الجديدة، وتمكنت من خفض سعر العلاج من 900 دولار فى عام 2014 إلى أقل من 200 دولار فقط فى العام الجارى 2016.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، فى تقرير صدر فى جنيف، اليوم الخميس، أن أكثر من مليون شخص فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حصلوا على العلاجات الثورية الجديدة لعلاج الفيروس الكبدى من فئة سى، وذلك منذ إطلاق تلك الأدوية قبل عامين.
وأشارت المنظمة إلى أنه كانت هناك مخاوف كبيرة عندما تمت الموافقة على استخدام تلك العلاجات من أن يؤدى ارتفاع أسعارها إلى عدم تمكن أكثر من 80 مليون شخص حول العالم يعانون من التهاب الكبد المزمن من الحصول عليها خاصة وأن العلاج لمدة 3 اشهر ويقضى على المرض تمامًا.
وأوضحت أنه برغم نجاح بعض الدول فى توفير العلاج إلا أنها لا تزال بعيدة عن متناول معظم المرضى فى العالم، مشيرة إلى أن المرض الذى يقتل ما يصل إلى 700 ألف شخص سنويا على مستوى العالم يضع عبئا ثقيلا على قدرات وموارد النظم الصحية فى العديد من الدول، حيث كانت تكلفتها تصل إلى ما يقارب 85 ألف دولار وهى تكاليف باهظة حتى فى الدول ذات الدخل المرتفع.
ولفتت المنظمة إلى أن الأدوية الجديدة لديها نسبة شفاء تصل إلى أكثر من 95% إضافة إلى آثار جانبية أقل من العلاجات المتوفرة سابقا، منوهة إلى أنه وبفضل سلسلة من الاستراتيجيات المدعومة من منظمة الصحة مع مجموعة من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مثل مصر والأرجنتين والبرازيل وجورجيا واندونيسيا والمغرب وباكستان والفلبين ورومانيا وتايلاند وأوكرانيا مكنت تلك الدول من النجاح فى الحصول على الأدوية التى يحتاجها المرضى، وذلك من خلال استراتيجيات المنافسة من الأدوية المستحدثة أو البديلة وباستخدام اتفاقيات التراخيص والإنتاج المحلى ومفاوضات الأسعار.
وذكرت أن حوالى 80% من المرضى ما زالوا يواجهون تحديات للحصول على العلاجات بسبب الاختلاف الكبير فى الأسعار من دولة إلى أخرى، مشيرة إلى أنه فى البلدان متوسطة الدخل فإن ثمن العلاج لدواء “سوفوسبوفير” و”داكلاتسفير” بينها اختلاف كبير إذ يبلغ سعر العلاج لثلاثة أشهر فى البرازيل حوالى 9400 دولار مقابل حوالى 97 ألفا و900 دولار فى رومانيا.
وأشارت المنظمة إلى ما كانت اعتمدته 194 دولة فى جمعية الصحة العالمية هذا العام من اسراتيجية تعتبر الأولى من نوعها لمكافحة الفيروسات الكبدية، حيث تم الاتفاق على التخلص من التهاب الكبد باعتباره تهديدا للصحة العامة بحلول عام 2030 وحيث تتضمن الاستراتيجية توفير العلاج لحوالى 80% من المحتاجين بحلول هذا التاريخ.