الأخبار

أميركا تخطط والأغبياء تنفذ … مشروع الشرق الأوسط الجديد أنموذجاً !!

بقلم:احمد الملا

من خلال ملاحظة التصاعد الواضح في الأحداث التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في العراق وسوريا تحت عنوان محاربة داعش, نلاحظ وبكل وضوح إن التخطيط العام لتلك الأحداث هو أميركي إسرائيلي مائة بالمائة بغض النظر عما إذا كان تنظيم داعش صناعة إستخباراتية أو ذاتي النشوء, فقد كان ولا زال هذا التنظيم يخدم بشكل أو بآخر هذا التخطيط الأميركي بكل ما للكلمة من معنى, وهذا ما إستغلته الأنظمة الحاكمة في العراق وسوريا واستفادت منه إيران, حيث [bctt tweet=”أصبحت محاور المخطط الأميركي في المنطقة هي تنظيم داعش من جهة وإيران وروسيا من جهة أخرى” via=”no”].

من سمع سابقاً بمشروع « الشرق الأوسط الجديد » الذي طرحته الإدارة الأميركية والذي يقوم على أساس إعادة ترسيم الحدود لدول الشرق أوسطية وفق أسس ديموغرافية من جهة ومن جهة أخرى استبدال الحكام العرب بآخرين جدد بحسب متطلبات المرحلة الجديدة, وقد بدأت أميركا بتطبيق هذا المشروع منذ عام 2003 بعد إحتلال العراق ولكن أعلنت عنه في وقت لاحق, المهم بالأمر هو إن هذا المشروع وكما يبدو وصل لمراحله الأخيرة, وهذا المشروع يحتاج إلى من ينفذه وأميركا لا تستطيع أن تقوم بالتنفيذ علانية بل تحتاج إلى من ينفذ ذلك المخطط, فدخلت إيران وروسيا والأنظمة الحاكمة في سوريا والعراق كمنفذين لهذا المشروع, وبدرجة عالية من الغباء حيث توهموا بأن سير الأحداث – التي رسمتها أميركا – يجري وفق مصالحهم,  وهذا ما دفع بإيران من أن تأمر المالكي بفتح الحدود العراقية أمام تنظيم داعش لكي تقوم إيران ومليشياتها بإيجاد ذريعة للإبقاء على المالكي في الحكم وكذلك التقرب إلى الحدود السعودية وفتح ممر على سوريا من أجل دعم الأسد هناك, وبعد أن يتم تحرير العراق من داعش تتوجه المليشيات الإيرانية ” الحشد ” إلى سوريا بحجة ملاحقة عناصر داعش وبهذا يكون التواجد المليشياوي والعسكري الإيراني قد دخل تلك الدولة بحجة وذريعة لا يمكن رفضها, وهذا أمر صرح به المالكي قبل عدة أيام عندما رفع شعار ( قادمون يا موصل … قادمون يا رقة … قادمون يا حلب … قادمون يا يمن ).

وهنا نلاحظ إن إيران التي وكما صرح قادتها بأنها أحست بالخطر فقررت أن تؤمن أمنها القومي خارج حدودها بأكثر من 2000 ألفي كيلو متر بتصدير أزمة أمنية في العراق وفي سوريا و كما بينا ذلك عندما أمرت المالكي بفتح الحدود أمام داعش, وهذا ما استحسنه المالكي أيضاً لان في دخول داعش للعراق كان يتوقع بان يبقى بمنصب رئاسة الوزراء, وهذا ما جعل إيران والمالكي يخلقان ويصدران أزمة أمنية في العراق وفي الدول المجاورة كي تتحول أنظار الناس عن فسادهم وإجرامهم وطغيانهم من جهة والبقاء في مناصبهم وحكمهم من جهة أخرى, كما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم »), حيث قال …   

{{… عندما يظلم الحاكم وتحصل أزمة داخلية، ماذا يفعل الحاكم؟ يصدر الأزمة إلى هذا البلد الجار أو إلى ذاك البلد الجار، فيثير مشكلة خارجية أو داخلية ليشغل الناس عن الظلم والأزمة الداخلية، وأبسط ما يثار الآن الطائفية وما يحصل في العراق وباقي بلدان المنطقة خير مثال على ما نقول، حيث إنّ الحاكم يظلم ويفسق ويسرق ، يفسد في الأرض، وبعد هذا يثير قضية معينة، ويسخر الإعلام والأقلام المأجورة لها فيصبح هو العبد المؤمن والمنقذ وحامي المذهب والشريعة والإسلام والطائفة والقومية وبطل العروبة والبطل الإسلامي والفاتح والمخلص ويُقلَد الكثير من العناوين الكاذبة الفارغة …}}.

وبالفعل أصبحت الآن في نظر العديد من العراقيين والسوريين والعرب عموماً هي المنقذة والمدافعة عن الدين والمذهب وكذا الحال بالنسبة للمالكي والأسد والحوثي ونصر الله وغيرهم, المهم في الأمر هو إن الجميع الآن يتحرك وفق المخطط والمشروع الأميركي, فإذا دخلت إيران ومليشياتها «الحشد الشعبي » بعد تحرير الموصل إلى سوريا فإن هذا يعني إن السعودية وتركيا ستدخلان إلى تلك الدولة وسيدخل جيش التحالف الإسلامي تحت عنوان حماية المعارضة السورية المعتدلة التي تراها روسيا وإيران كجهة إرهابية لا تختلف عن داعش, وهذا يعني على أقل تقدير نشوب حرب إقليمية – إن لم تكن عالمية – تكون نتيجتها تغيرات ديموغرافية وإعادة ترسيم حدود العديد من الدول, وبهذا ينجح المخطط الأميركي بتنفيذ إيراني مالكي أسدي, وستكون الجيوش الأميركية عبارة عن جيوش عربية إسلامية وسيقتصر الدور الأميركي على نحو القيادة والضربات الجوية والضربات الموجهة من القواعد العسكرية الموجودة في المنطقة.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى