بكين – “القدس” دوت كوم- (شينخوا)- أكد خبراء صينيون إن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحالية لروسيا تعطى دفعة قوية لتوطيد أوجه التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والصناعة والأمن بين القاهرة وموسكو اللتين تربطهما علاقات تاريخية.
وذكر لي قوه فو، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية، إن زيارة السيسي تأتي في إطار حرص مصر على إتباع سياسة خارجية متكافئة ومتوازنة مع جميع القوى الإقليمية والدولية، مضيفا أن حالة الحراك الإيجابي التي تعيش على إيقاعها العلاقات المصرية- الروسية تشكل انطلاقة تاريخية هامة لهذه العلاقات وتعد دليلا على سعي مصر الحثيث إلى توسيع التواصل والترابط بينها وبين الدول الكبرى.
وأشار إلى أن هذه هي ثالث زيارة يقوم بها السيسي لروسيا بعد زيارته الرسمية الأولى لموسكو في أغسطس 2014 والتي دشنت لعلاقات إستراتيجية جديدة بين الصديقين القديمين وزيارته الثانية في مايو 2015 لحضور الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار على النازية، وتبرهن الزيارة الثالثة على أن العلاقات بين البلدين تشهد مزيدا من التوثيق والتعزيز في شتي المجالات ولاسيما الاقتصادي والتجاري.
واستطرد الخبير الصيني في الشؤون الشرق أوسطية قائلا إن مصر وروسيا لديهما مصالح إستراتيجية مشتركة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، الأمر الذي يرسي أساسا لتعاون ثنائي في مختلف المجالات ويوسع تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية الساخنة، موضحا أنه ليس لدى مصر وروسيا أية خلافات أو نزاعات فيما يتعلق بالشؤون الدولية والإقليمية.
كما يرى لي قوه فو أنه من خلال مباحثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيزهما على الملفين السوري والليبي ومستقبل تسوية القضية الفلسطينية ومن ثم توصلهما إلى توافقات حولها، تواصل مصر الاضطلاع بدورها الرئيسي والمحوري في الشؤون الإقليمية باعتبارها دولة كبرى في المنطقة.
ومن جانبه،قال تيان ون لين، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، إن زيارة السيسي لموسكو تحمل بعدا اقتصاديا انطلاقا من إيمان الحكومة المصرية بأن الاقتصاد هو عماد أي دولة ومؤشر ومحفز التحديث والتنمية بها.
ولفت إلى أن مصر تمضى في طريقها نحو النهضة الوطنية وتسعى جاهدة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة شعبها، وبدأت شجرة جهودها تثمر انجازات كبيرة ومن بينها قناة السويس الجديدة التي افتتحت مؤخرا، قائلا إن هذه الزيارة ستساعد على دفع تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من قبل وتنشيط التبادل التجاري وجذب المزيد من الاستثمارات الروسية لمصر في قطاعات مثل الطاقة من خلال توقيع حزمة من الاتفاقات الاقتصادية.
وفي إطار سعي الجانبين إلى تنويع مجالات تعاونهما حيث من المتوقع أن تشهد زيارة السيسي لموسكو توقيع العقد الخاص بإنشاء محطة الضبعة النووية، أوضح دونغ مان يوان، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، أن هذا التعاون في غاية الأهمية لأن من شأنه توليد كهرباء تصل إلى أضعاف ما تنتجه محطات توليد الطاقة الكهربائية التقليدية وذلك عبر مصدر طاقة نظيف ورخيص.
وأضاف دونغ إنه علاوة على ذلك، فإن الزيارة ستعطي دفعة للمشروعات الهامة التي سبق دراستها خلال الزيارات السابقة بين مصر وروسيا وخاصة المنطقة الصناعية الروسية المزمع إقامتها في منطقة محور قناة السويس والتي ستشهد ضخ استثمارات روسية كبيرة ونقل الخبرة الصناعية الروسية المتميزة. وقال دونغ إن زيارة السيسي ستسهم أيضا في دفع التعاون العسكري بين الدولتين، حيث أكدت مصر وروسيا في يونيو الماضي سعيهما المشترك إلى دفع ودعم علاقات التعاون العسكري المشترك بينهما ولاسيما فى مجال التدريب العسكرى البحرى، بما يفتح مجالا أوسع مستقبلا لتحقيق الاستفادة المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين.
وأكد لي قوه فو أنه من خلال هذه الزيارة الهامة ستعمل الدولتان على توسيع وتعميق تعاونهما الأمني في إطار تمتع مصر وروسيا بوجهات نظر متطابقة في هذا المجال وخاصة في مكافحة الإرهاب وتكاتف مصر مع المجتمع الدولي في التصدى لهذا