[bctt tweet=”يرى سياسيون ومحللون أن الطريق أصبح مفروشاً بالوروود أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض” via=”no”]، بعدما أخفق المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في تحسين موقعه والتقدم على منافسته في المناظرة الأخيرة، والتي رفض خلالها التعهد بالاعتراف بحكم صناديق الاقتراع في الثامن من نوفمبر. وهو ما أثار استياء في أوساط الجمهوريين أنفسهم.
وكشف استطلاع أجرته شبكة «سي إن إن»، إن مشاهدي المناظرة الثالثة التي أجريت في لاس فيغاس أول من أمس، يرون أن كلينتون فازت بنسبة 52 في المئة، مقابل 39 في المئة لترامب.
وفي دلالة رمزية على الحدة التي اتسمت بها هذه المناظرة، لم يتصافح كلينتون وترامب، لا في بداية المناظرة، ولا في نهايتها. وأثناء المناظرة، التي استمرت تسعين دقيقة، وركزت على السياسية أكثر من المناظرتين السابقتين، اتهمت كلينتون منافسها بأنه سيكون «دمية» في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين وصف ترامب، منافسته، بأنها «امرأة شريرة»، واتهمها بأنها تقف وراء النساء اللاتي اتهمنه مؤخراً بتعديات جنسية.
تعنت في قبول النتيجة
بدوره، رفض ترامب التراجع عن اتهامه النظام الانتخابي الأميركي بالمزور، ورفض أيضاً التعهد بقبول النتيجة النهائية للاقتراع الذي سيُجرى في الثامن من الشهر المقبل. ويأتي هذا الموقف الاستفزازي، بينما يزداد الفارق بينه وبين هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي. وستحصل كلينتون التي سجلت أعلى نسبة تأييد منذ يوليو الماضي على أكثر من 45 في المئة من الأصوات، مقابل 39 في المئة لترامب، و6,5 في المئة لليبرتاري غاري جونسون.
وعقب مدير المناظرة الصحافي كريس والاس على ترامب، بالقول إن الديمقراطية الأميركية، تقوم على تقليد عريق، هو الانتقال السلمي للسلطة، عبر اعتراف المرشح الخاسر بفوز منافسه، فرد ترامب قائلاً «أنا أقول لك إنني سأخبرك في حينه. سأترككم تعيشون التشويق، حسنا؟». ولكن كلينتون انتفضت لهذه الإجابة، واصفة تصريح منافسها بأنه «مروع»، وقالت «إنه يحط من قدر ديمقراطيتنا ويشوهها. يفزعني أن يتخذ مرشح أحد حزبينا الرئيسين مثل هذا الموقف».
قلق جمهوري
ونقض رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس، ما قاله ترامب، على شبكة «إم إس إن بي سي»، لأن قيادة الحزب منشغلة بأمر آخر، هو الغالبية في الكونغرس، بينما ستجري الانتخابات التشريعية في يوم الاقتراع الرئاسي.
وقال روبرت أريكسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك كلينتون ستفوز على الأرجح في الانتخابات، لكن السؤال أصبح: «ما التأثير في المرشحين الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب؟».
وأضاف هذا الخبير أن «الجمهوريين يخافون مما سيفعله دونالد ترامب في الأسابيع الثلاثة المقبلة».
وقبل أن يغادرا لاس فيغاس، تجمع حشد من خمسة آلاف شخص لتحية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وقالت السيدة الأولى السابقة إن «بلدنا يستحق أفضل من دونالد ترامب». وكانت هيلاري كلينتون تمسك بذراع زوجها، الذي سيكلف دوراً اقتصادياً في حال عودتهما إلى البيت الأبيض بعد 24 عاماً على رئاسته.
المهاجرون
وفي معالجتهم للسياسة الخارجية، اعتبرت كلينتون خلال المناظرة الأخيرة، أن خطة ترامب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، ستؤدي، إذا ما طبقت، إلى تمزيق البلاد «أريد أن أرى قوة الترحيل التي تحدث عنها دونالد (..) أعتقد أنها فكرة ستؤدي إلى تمزيق بلدنا».
بالمقابل، ذكر الملياردير الجمهوري أنه يعتزم إذا ما أصبح رئيساً، بناء جدار فصل على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية.
معركة الموصل
أبدت كلينتون تفاؤلاً حيال المعركة التي تخوضها القوات العراقية والبيشمركة الكردية، بإسناد استشاري أميركي في الموصل، ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وقالت إن معركة الموصل ستقود إلى تحرير سوريا والرقة بالتحديد من قبضة داعش. فيما وقال ترامب إن الموصل «محزنة»، مشيراً إلى أنها «كانت بيدنا، ثم خسرناها، والآن نريد استرجاعها».
وانتقد ترامب طريقة التعامل مع معركة الموصل «لقد فقدنا عنصر المفاجأة، وقالوا ذلك قبل ثلاثة أشهر، إنهم سيخوضون معركة تحرير المدينة، وقادة داعش تركوها». واعتبر ترامب أن كلينتون «تريد أن تبدو بمنظر جيد في الموصل»، مؤكداً أن المدينة ستتحرر في النهاية «ولكن القادة الذين نريد قتلهم اختفوا، هم أذكياء، فهم يشكروننا، لأننا ساعدناهم على الاختفاء».
الوضع في سوريا
وتحدث ترامب عن الوضع في سوريا، مقارناً ما يقوم به بشار الأسد، بما تفعله الإدارة الأميركية حالياً في سوريا، قائلاً: «الأسد تحالف مع روسيا وإيران، في حين ندعم نحن المعارضة في سوريا»، وأضاف أن «كلينتون هي السبب في سقوط حلب، لأن الأسد كان أكثر ذكاء، منها و(الرئيس الأميركي باراك) أوباما».
وعلق ترامب عن الوضع في حلب، قائلاً إن الوضع في حلب «كارثة»، ومتابعاً: «هناك ناس هناك يتعرضون للذبح بسبب القرارات السيئة»، مشيراً إلى نظيرته كلينتون.
في المقابل، تحدثت هيلاري عن صورة ذلك الطفل في حلب، وهو جالس في عربة الإسعاف قائلة «لقد انفطر قلبي».
وأكدت كلينتون أنها لن تسمح بإغلاق الأبواب أمام الأمهات والأطفال الهاربين من العنف.