اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بتمسك الإمارات بماضيها العريق الذي تبني عليه لتصنع مستقبلها المشرق.. إضافة إلى الحياد الذي يبديه المسؤولين في الامم المتحدة حيال القضية الفلسطينية وهذا يشكل انتهاكا لمتطلبات مسؤولياتهم ..كما تناولت فشل الجهود الامريكية بخصوص إيجاد حلول منصفة لمشاكل المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية والازمة السورية.
فتحت عنوان ” ماضينا أساس مستقبلنا ” قالت صحيفة البيان .. قالها مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل” وما زالت دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة على الدرب سائرين وبالنهج ملتزمين ففي الوقت الذي تنطلق فيه الإمارات بقفزات مسرعة إلى المستقبل بالمبادرات والمشاريع الطموحة والعملاقة التي تسابق بها الزمن نراها متمسكة بجذورها وماضيها وإرثها التاريخي الذي قامت عليه وتأتي حملة “لنوثق المسيرة” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتؤكد أن هذه الدولة الفتية مرتبطة تمام الارتباط بجذورها التاريخية.
وأضافت ان الإمارات فخورة كل الفخر بإرثها التاريخي المشرف وباللحظة التاريخية المشهودة التي أعلن فيها منذ أكثر من أربعين عاما عن تأسيس دولة اتحاد الإمارات.
وتابعت ان شعب الإمارات اعتاد أن يحتفل بفاعلية وحيوية في مناسباته الوطنية وخاصة في العيد الوطني في الثاني من ديسمبر حيث ترفع الأعلام فوق البيوت والمؤسسات والسيارات وتعم البهجة والفعاليات الاحتفالية كل مكان في الدولة وها هي حملة “لنوثق المسيرة” تحمل دعوة من القيادة الحكيمة لكافة أفراد الشعب ومؤسساته للمشاركة في توثيق أعظم اللحظات في تاريخ الوطن إنها لحظة قيام دولة الاتحاد.
واختتمت صحيفة البيان مشددة على ان حملة “لنوثق المسيرة” تأكيد للأصالة والعراقة ومتانة وقوة الأسس التاريخية التي قامت عليها الدولة وتلعب دورا كبيرا في حفظ الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة.
من جهتها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان ” المعادلة غير الاخلاقية” انه كلما استمعنا إلى مسؤول في الأمم المتحدة نجد توجها غير أخلاقي ومنتهكا لمسؤولياتهم التي يفرضها عليهم كونهم مسؤولين عن مراقبة الالتزام بالقوانين والقرارات الدولية.. فهم بالذات حينما يتصل الأمر بالقضية الفلسطينية يحاولون الظهور بأنهم يركبون ظهر الحياد في وقت يعتبر الحياد فيه انتهاكا لمتطلبات مسؤولياتهم.. وأحيانا يتصدون لحقوق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ويضعون نضال الفلسطينيين على قدم وساق مع انتهاكات الكيان الصهيوني.
واضافت ان الاحتلال “الإسرائيلي” للأرض الفلسطينية مدان ليس فقط في القانون الدولي وإنما في القرارات الدولية أيضا بينما المقاومة لهذا الاحتلال مضمونة شرعا وقانونا في شرعة الأمم المتحدة فلم إذا هذه المساواة لسلوكيهما في تصريحات المسؤولين في الأمم المتحدة.
وتابعت “الخليج : انه حينما تبني “إسرائيل” مستوطنة في الأراضي الفلسطينية فما عسى أن يفعل الفلسطينيون هل يباركون هذا الصنيع وينتظرون حتى يروا كامل الأرض الفلسطينية وقد تم استيطانها.. وحينما يحاصر الكيان الصهيوني قطاع غزة برا وبحرا وجوا فهو يعتدي على كل القيم الإنسانية والأخلاقية تماما كما ينتهك القوانين الدولية.. وحينما يلجأ الفلسطينيون إلى حفر الأنفاق كي يجدوا من خلالها الحياة لأطفالهم وأسرهم بتزويدهم بمتطلباتها فهل هذا أمر يقارن بفعل الحصار نفسه؟ والاحتلال يجوب الأرض الفلسطينية ويقيم فيها كل الحواجز التي يموت عندها الفلسطينيون برصاص “الإسرائيليين” منتهكا روح وحرفية القانون الدولي وعندما يدافع الفلسطيني عن نفسه ضد هذا القتل يأتي المسؤولون في الأمم المتحدة أو بعضهم ليعاملوا الاثنين كما ولو أنهم أمر واحد.
واضافت ان هذا ما وجدناه في تصريحات كثير من هؤلاء المسؤولين وآخرهم المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.. فهو في تصريحه الأخير يقيم توازنا بين كل شيء يصنعه الكيان بشيء يقوم به الفلسطينيون ليس فقط دفاعا عن أنفسهم وإنما طلب للاستمرار في الحياة التي يحاول الكيان أن يحرمهم منها.. وهم بهذه الطريقة يطيلون من أمد الصراع الذي يزعمون أنهم يحاولون إنهاءه.. فكيف ستستجيب “إسرائيل” لأي طلب بالانصياع للقانون الدولي حينما تجد من يجد لها التبرير بوضعها على حد سواء كدولة جانية مع شعب ضحية لجنايتها؟ وكيف يمكن تفسير أنه في كل قضية أخرى غير القضية الفلسطينية تكون كل الخيارات ممكنة من أجل وضع الضغط على الجهة الجانية للتوقف عن انتهاكاتها؟ واختتمت صحيفة الخليج مؤكدة ان الكيان الصهيوني هو الوحيد المستثنى من أي ضغط بل إنه حتى حينما تكون جريمته لا لبس فيها يقوم ممثلو الأمم المتحدة بمساواتها عشوائيا مع أي فعل فلسطيني.
بدورها قالت صحيفة الوطن تحت عنوان “جهود كيري بمفردها لا تكفي” ..ربما لم يسبق أن أنجب التاريخ الأمريكي وزيرا للخارجية يملك من النشاط والحيوية ما يمتلكه كل من المرشحة الرئاسية الأوفر حظا للفوز هيلاري كلينتون – خاصة بعد المناظرة الثالثة – وجون كيري الذي تسلم منصبه خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي باراك أوباما وقد شارفت على نهايتها.
لكن بالنسبة للمنطقة العربية والشرق الأوسط بالتحديد فإن كل تلك الجهود ومئات الرحلات المكوكية التي تخللتها مفاوضات ومباحثات مستفيضة ومعمقة وطويلة حول أهم قضيتين وهما ” فلسطين وسوريا” لم تثمر شيئا وانتهت كل تلك الجهود بالفشل الذريع فلا الاحتلال أوقف الاستيطان والبطش والتنكيل بالشعب الفلسطيني وأسس قيام الدولة من جهة ولا تمكنت من وقف آلة القتل والتدمير الممنهج في سوريا من جهة ثانية ولم تحصد كل تلك الجهود التي كانت فيها واشنطن عبر جون كيري حاضرة سوى الخيبات والانتقادات والتهكم حتى في حين باتت أطراف ثانية ذات فاعلية وتحرك أقوى من الدور الأمريكي الذي شهد تغييرا في التعامل مع الملفات الضاغطة.
ولفتت “الوطن ” الى ان هناك ملفات ثانية لم تحرز فيها الولايات المتحدة تقدما أو تحقق نتيجة كما يجب فبعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران لم يكن هذا رادعا لكبح سياسة الشر التي تمتهنها طهران وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة الداخلية في انتهاك لكافة القواعد والشرائع والقواعد المحددة للعلاقات بين الدول بل على العكس تماما فقد اعتبرت إيران أن هذا التوافق فرصة لإطلاق يدها نحو ارتكاب المزيد من الجرائم فضاعفت مليشياتها التي تستبيح دماء شعوب كثيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ولم يغير الاتفاق شيئا من السياسة الإيرانية العدائية.
واختتمت صيفة الوطن ” افتتاحيتها منوهة ان كيري على رأس الدبلوماسية الأمريكية فشل في تحقيق أي اختراقات في الكثير من الملفات .