نون والقلم

يسألونك عن سورية ولحظة الاستحقاق

دوما يشتعل الحنين الى الحبيبة دمشق ويشتد ويمتد نحو كل البقاع السورية لحنين مسكون بالجغرافيا والتاريخ .نتوق كل صباح لساعات نطوف فيها في سوريانا الغالية التي حان وقت الفرج القريب وحان معها وقت الاستدارة في كل دول الاقليم . انها الاستدارة التي تفرضها معطيات الواقع والنصر والدماء التي سالت لتبقى دمشق عصية على التكفيرين والعصابات المسلحة . فلم يعد مقبولا من دول الاقليم أن تبقى مشرعة على سنوات الاشتعال واصبح المطلوب منها الخروج من المعطيات التي أحاطت بها طيلة سنوات الموت والدمار والحرب الغادرة على سورية الحبيبة . وكلما كانت الاستدارة اسرع كلما كانت نتائجها أقدر على التفاعل مع المتغيرات ،لم يعد مسموحا لتركيا أن تبقى حدودها مفتوحة على لغة تصدير الارهابيين وحان وقت بناء الجدران الاستنادية التي تحول دون انتقال الموت وجماعته الى سورية أو العودة الى الاراضي التركية . ولم يعد ممكنا لدوائر القرار الاقليمي أن تبقى رهينة لمواقفها السابقة التي تقوم على فتح مخازن المال والسلاح امام الجماعات الارهابية والتكفيرية التي تمتعت بسنوات الرخاء والعطاء والدولار واليورو. أحيانا تكون الاستدارة بحاجة الى وقت وهامش من المناورة لكن في هذه الحالة تضيق مساحة المناورة امام الجميع . فكل المؤشرات والدلائل تكشف أن ملف الاوراق الدولية في الملف السوري اصبح بيد روسيا وعلى الجميع التعاطي مع هذه الحقيقة وتكييف اوضاعهم وفق مسار المعطيات الجديدة . اننا نمر في مرحلة ربع الساعة الاخير ولا مجال للعابثين في امن المنطقة من اعادة خلط الاوراق وعليهم هم تقديم اثبات حسن النوايا والاقتراب من الدولة الوطنية السورية عبر بوابة الخروج من الارتهان الى الماضي والاحتكام الى شروطه فلا شروط بعد اليوم الا بموافقة سيد قاسيون الممسك بزمام الامور وصانع لحظة الاستحقاق التاريخية ،التي حان وقت نسيم صباحاتها وإشراقة شمسها على كل البوابات التاريخية لتقول للجميع تعالوا الى حيث كانت الابجدية الاولى ووهج الحضارة والتاريخ .

نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button