اخترنا لكنون والقلم

ترامب المخرب

صعّد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الايام الاخيرة حملته على ما يسميه محاولات “تزوير” أو “سرقة” الانتخابات الرئاسية منه، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من موعد هذه الانتخابات في الثامن من الشهر المقبل. وتزامنت هذه الحملة، مع تعثر حملة ترامب عقب كشف أشرطة مرئية وصوتية تبجح فيها بتحرشاته الجنسية بعدد كبير من النساء، وانعكس ذلك سلباً على استطلاعات الرأي التي اجريت على المستوى الوطني وأظهر معدلها ان المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون متقدمة ترامب بأكثر من خمس نقاط. أما في الاستطلاعات الأهم التي تجري في الولايات المتأرجحة التي ستحسم السباق، فان كلينتون تتفوق على ترامب بنسب مختلفة تراوح بين أربعة و 11 في المئة.

وأثارت اتهامات ترامب غير المستندة الى أي ادلة استياء حملة كلينتون، وزعماء الكونغرس من الحزبين، اضافة الى المسؤولين المحليين في الولايات، لانه لم يسبق لأي مرشح للرئاسة أن شكّك في نتائج الانتخابات قبل أسابيع من اجرائها، كما لم يشكك أي مرشح خاسر في نزاهة أي انتخابات رئاسية منذ الحرب الاهلية قبل 155 سنة. ويعتقد ان ترامب الذي يكرر هذه الاتهامات بتصلب أكبر بعد كل مرة يتلقى فيها الانتقادات، يريد ان يحقق أكثر من هدف: تحضير الاجواء السياسية والنفسية لخسارته الانتخابات، وترهيب الديموقراطيين وإشاعة مناخ متوتر قد يرغم بعض الناخبين على البقاء في منازلهم في يوم الانتخابات. لكن أكثر ما يقلق المسؤولين على مختلف المستويات، هو ان تشكيك ترامب في شرعية الانتخابات حتى قبل اجرائها، ومن دون تقديم أي دليل حسي، ودعوته أنصاره الى أن يراقبوا “بعض المناطق” التي تسكنها تجمعات كبيرة من الاميركيين ذوي الأصل الافريقي، كلها عوامل يمكن ان تؤدي الى أعمال عنف وتخريب.
وجدير بالذكر أن الحكومة الفيديرالية لا علاقة لها بالاشراف على الانتخابات التي تجرى على مستوى المقاطعات في كل ولاية على حدة، وفي اشراف المسؤولين المحليين، الذين ينتمون الى الحزبين. وهناك حالات نادرة للغاية للتلاعب بنتائج الانتخابات، ولكن لم يحصل قط ان كانت هناك أي محاولة جدية وواسعة لتزوير الانتخابات أو التلاعب بنتائجها. وانتقد ترامب رئيس مجلس النواب الجمهوري بول رايان الذي رفض ادعاءاته، وواصل تصريحاته الغريبة عن لوائح لمواطنين متوفين سوف “يصوتون” في يوم الانتخابات، ومن دون تقديم أي دليل أيضاً.
ويوم الثلثاء انتقد الرئيس أوباما المرشح ترامب وطالبه بالكفّ عن “الانين” والتشكيك في شرعية انتخابات لم تنته بعد. وأضاف ان الديموقراطية الاميركية شهدت انتخابات حادة ومتقاربة للغاية، لكن المرشح الخاسر كان دوماً يهنئ الفائز. في هذه الاثناء واصل ترامب تحقيره للمؤسسات الدستورية ولذكاء الناخب الاميركي.

أخبار ذات صلة

Back to top button