نون والقلم

المتحدث الإعلامي وحرب اليمن

[bctt tweet=”أريد أن أعرف إعلاميا واحدا يمنيا يتحدث باسم الشرعية في اليمن يمتلك القدرة على مخاطبة المجتمع الدولي” via=”no”]، ليواجه الجيش الاعلامي المنظم للحوثيين في الخارج، النتيجة لن تجد هذا الشخص المناسب بالرغم من توفر عدد ليس بقليل ممن يمتلك الخبرة للقيام بهذه المهمة الحاسمة، الحكومة الشرعية تعاني كثيرا من الضعف الاعلامي الشيء الذي افقدها الكثير من المنابر الاعلامية والسياسية المهمة، فالشرعية اليمنية تمارس عملها السياسي كصاحبة شرعية يجب ان تحترم، وليس كسلطة تمثل تطلعات الشعب وتسعى للتغلب على معاناتهم، ففي المشهد الاعلامي حكومة عبدربه وضعت نفسها كممثل للشرعية، والحوثي وضع نفسه كممثل لمعاناة الشعب، فان أردنا صرف هذين المفهومين اعلاميا: وجدنا ان الحرب في اليمن تحولت من حرب من اجل عودة الشرعية الى دعوات دولية لحماية المدنيين، فاصبح الجانب الانساني الذي صاغ صورته الاعلامية الحوثيون هو من طغى على المشهد الاعلامي، لذا ارتفع البعد الانساني بها على البعد السياسي والعسكري..

[bctt tweet=”دعاية الحوثي تركز على ابراز معاناة الانسان من أجل وقف الحرب لأسباب انسانية” via=”no”]، وهي في طريقها لتحقيق هذا الهدف، وإن نجحت تكون هذه الجماعة الطائفية، صاحبة سبق في تحديد اسباب الحرب وأسباب وقفها، حرب على الانسان، والدفاع يجب ان يكون من أجله، هكذا تعمل الدعاية المحترفة، فقد غيبت حق الشرعية في فضاء معاناة الانسان، فجميع نجاحات الشرعية العسكرية حولتها الدعاية الحوثية الى مادة اعلامية تعرض معاناة المواطن، ففي الاعلام مشهد الانسان البائس والضائع يتغلب على المدافع والطائرات، فالمشاهد يرى الطائرات المقاتلة ويرى الاطفال الجائعين والخائفين، وهنا لا يناقش اسباب المعاناة بل يتفاعل مع النتائج التي تقدمها له الصورة.

فالدعاية الحوثية تقوم على جانب عسكري وانساني ولا يوجد بها أي جانب سياسي، العسكري يقوم على الحرص بان يتم تقديم القوة العسكرية الحوثية ومعها قوة المخلوع، بانها قوة تمتلك المبادرة والامكانات الهجومية التي تمكنها من الوصول لداخل المملكة، فالقصد من هذا الهجوم هو ليس تحقيق انتصارات عسكرية، بل الحصول على مكاسب دعائية تقنع المواطن اليمني فقط بأن جيش الحوثي وصالح يمتلك القوة والرجال والمهارة، وكذلك حصوله على الدعم العسكري الخارجي بصورة مستمرة، ما يولد احساسا بان الحرب سوف تستمر اعواما، وهذا اسلوب دعائي يولد مشاعر الاحباط عند المواطن اليمني الذي لا يريد هذه الحرب بالأساس، فالحرب عند هذا المواطن ألم ابدي يريد التخلص منه، اما الجانب الانساني فهو مشهد يصنع للعالم الخارجي من أجل زيادة الضغط على قوات التحالف لوقف عملياتها العسكرية، ففي هذه الدعاية استطاع الحوثي ان يجعل المواطن الاميركي والاوروبي وحتى العربي يرى الهجوم يأتي من جهة واحدة، وان توقفت هذه الجهة عن الهجوم توقفت معاناة الانسان اليمني، لذلك حرص في هذا المشهد ان يقدم كفاحه المدني ضد الهجوم العسكري، كفاحه في الحصول على الأدوية والغذاء، وتوفير اماكن الحماية للمدنيين، اعلام الشرعية ترك كل هذا وتفرغ للتحليلات السياسية، التي لا يوجد بها معنى انساني واحد، ليس لافتقار دعواهم للحقوق الانسانية ولكن لحرصهم على الوصول لصيغة سياسية تنهي الصراع، وهذا عمل مكانه الغرف المغلقة وليس شاشات الفضائيات، فالطرف الآخر عرف مكانه في الغرف المغلقة وصنع صورته التي يريد في الإعلام.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى