لم يكن فلاديمير بوتين في حاجة الى إرسال حاملة الطائرات “أميرال كوزنتسوف” الى الشاطئ السوري في سياق تحرك ما قالت وزارة الدفاع الروسية إنه للرد على أي شكل من أشكال التهديدات، ومن الواضح جداً أن المقصود هو التهديدات الأميركية باعتماد وسائل أخرى غير الديبلوماسية بعد سقوط الهدنة والتصعيد الروسي في حلب، وإن كانت [bctt tweet=”تهديدات واشنطن مجرد فقاعات كلامية” via=”no”]، لأن باراك أوباما تماماً كما يقول الكاتب والمحلل الأميركي تشارلز كراوثامر: “لن يحرّك إصبعه رداً على ما يجري في حلب”. ولا بد ان بوتين والمسؤولين في طهران استلقوا على ظهورهم من الضحك يوم الأحد، وهم يقرأون بيان البيت الأبيض، الذي ناقض إعلان “البنتاغون” عن الإعداد لضربات جديدة رداً على استهداف السفن الأميركية بصواريخ الحوثيين، عندما قال الناطق بإسم الرئاسة ابريك شولتز ان واشنطن حريصة على عدم التورط في حرب أخرى ولا تسعى الى توسيع النزاع وان قصف رادارات الحوثيين هدفه فقط حماية قواتنا.
اذاً ما الحاجة الى “أميرال كوزنتسوف” اذا كان البيت الأبيض يطلب السترة في مياه الخليج، وما حاجة بوتين والقادة الإيرانيين الى الاهتمام بتصريحات جون كيري عن بدائل من الديبلوماسية اذا كان في وسع عبد الملك الحوثي ان يطارد المدمرات الاميركية بالصواريخ الإيرانية، التي تنطلق في اتجاه السعودية كما في اتجاه القطع البحرية الأميركية التي استهدفت للمرة الثالثة في أقل من اسبوع بصواريخ من مواقع الحوثيين في اليمن؟
لا حاجة الى العناء الروسي والإيراني، [bctt tweet=”يستطيع عبد الملك الحوثي ان يرد على تهديدات أوباما بالبدائل من الديبلوماسية في سوريا” via=”no”]، وإذا كان هناك من بدائل فمن الواضح ان البدائل الصاروخية الحوثية الإيرانية المنشأ بدأت تستهدف المدمرات الأميركية، قبل ان يقرر أوباما ماذا سيفعل وقبل ان يعلن ما كان منتظراً أي أنه فعلاً لن يحرّك إصبعه.
على رغم ان المدمرة “يو أس أس نيتز” كانت قد أطلقت خمسة صواريخ “توماهوك” على ثلاثة مواقع لرادارات حوثية متنقلة، بعد استهداف المدمرة “يو أس أس ميسون” بالصواريخ يوم الأربعاء الماضي، أكد “البنتاغون” ان هجوماً صاروخياً حوثياً جديداً حصل الأحد واستهدف ثلاث مدمرات أميركية هي “مايسون وبونس ونيتز”، في ما بدا أنه تصعيد مقصود هدفه إفهام البيت الأبيض ان روسيا وإيران تملكان أيضاً بدائل صاروخية تسبق بدائل أوباما الكلامية!
لا معنى لكلام السفير الأميركي في اليمن الذي قال إن اعتداء الحوثيين على بارجتنا في باب المندب استهتار بأمن المنطقة وتهديد للملاحة الدولية، ولا معنى أيضاً لتهديدات “البنتاغون” بأن من يهدد السفن الأميركية سيحاسب وعليه ان يتحمل العواقب، لأن أوباما قال كلمته: لن ننجر الى النزاع، بينما وصلت بدائل بوتين الصاروخية سريعاً الى البيت الأبيض وباللغة الفارسية!