أزمة بعد أخرى تثيرها إيران في المنطقة المحيطة بها، تنقل الفوضى، وتزيد من التوتر، وتفتعل المواجهات، حتى ولو كانت كلامية.
صاروخ إيراني يطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، ولا نستبعد أن يكون مشغل الصاروخ عنصراً من الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله اللبناني، والهدف بارجة أميركية تقف بباب المندب، ولا يصل الصاروخ، فتتبعه محاولة ثانية في اليوم التالي، وثالثة يوم أمس، لتأكيد النية، وتحقيق أقصى درجات الاستفزاز عند الأميركان، وبقرار سريع، تضرب ثلاث منصات رادار في مناطق الحوثيين، ويزول خطر تلك الصواريخ. ولكن إيران لا تتوقف، ترسل بارجتين إلى خليج عدن، فهي مصرة على جر القوى الكبرى إلى اليمن.
ماذا تريد إيران؟
سؤال لا نستطيع أن نجد له إجابة، فهذه الدولة الهشة من الداخل، تحاول أن تزرع أنياباً ومخالب في الخارج، انتفخت حتى أصبحت بأمسّ الحاجة إلى تدخل جراحي، حتى تعود إلى طبيعتها، جيوش مصطنعة، ومليشيات حاقدة، ومرتزقة جائعون، وأسلحة عفا عليها الزمن، وحقد دفين يحرك كل شيء، والنتيجة، إحداث أكبر قدر من الفوضى في المنطقة كلها، حتى يتسلل أعوانها من الأبواب الخلفية.
إلى أين تريد أن تصل إيران؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يناقش، وتستخلص الإجابة عنه. فالواقع يقول إن بوارج إيران ليست بحاجة إلى أكثر من «نفخة»، حتى تستقر في أعماق البحر، سواء كان بحر باب المندب أو خليج عدن أو الخليج العربي. أما صواريخها، فهي ألعاب أطفال، تطلق للفت الأنظار فقط، مثلها مثل الألعاب النارية التي نشاهدها في المناسبات، ألعاب عشوائية تحمل ناراً ولا تصيب هدفاً، وقد أثبتت التجارب ذلك، وآخرها، كان ما أطلق على البارجة الأميركية. أما الجيش الإيراني فهو ممزق، فالملالي يخافون منه، ويقسمونه إلى وحدات وقيادات منفصلة عن بعضها البعض، والحرب العراقية الإيرانية أظهرت ضعف هذا الجيش، كما أثبتت هزائم سوريا والعراق ذلك، ولولا التدخل الروسي، لاندحر الإيرانيون من سوريا قبل سنة.
إيران لن تحكم بحارنا، والغوغاء التي تستعين بها اليوم، لن تحقق لها أطماعها، والفوضى ستعود عليها، فهذه النار التي توقدها في كل مكان، ستحرقها قبل غيرها. فالشعب الإيراني، هو الذي يدفع من قوته ثمن سياسات جاهلة تتخذ في طهران، ونسبة كبيرة منه أصبحت تعيش تحت خط الفقر، وفي لحظة، سيحاسب هذا الشعب من حرموه من العيش بكرامة!!