نون والقلم

التواجد التركي العسكري والتدخل السعودي في العراق … الأسباب والدوافع

ونحن على مقربة من معركة تحرير الموصل بدأت الحرب الإعلامية بين الدول ذات التدخل في الشأن العراقي على أوجها, إيران ومعسكرها من جهة وتركيا والسعودية من جهة أخرى, حيث أخذ التراشق بالتصريحات الإعلامية وهذا الطرف يهدد وذاك الطرف يهدد, فإيران تريد أن تزج بميلشيا الحشد التابعة لها في معركة تحرير الموصل, بينما أهل الموصل ومن يمثلهم ومعهم السعودية وتركيا يرفضون مشاركة تلك المليشيات في المعركة المرتقبة والسبب في ذلك وكما يصفون هو بأن تلك المليشيات ارتكبت مجازر وجرائم بحق العراقيين بحجة محاربة داعش وهي مليشيات طائفية إيرانية, ويحذرون من تكرار المشهد الذي وقع في صلاح الدين وديالى والأنبار.

وما يجعل الطرف السعودي والتركي وحتى أهالي الموصل يصرون على موقفهم الرافض لمشاركة مليشيا الحشد هو التصريحات التي يطلقها قادة تلك المليشيات والتي تحمل في طياتها رسائل واضحة للعراق وللعالم أجمع بأنها مليشيات تابعة لإيران وتأتمر بأمر قاسم سليماني قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يقود العديد من المعارك في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان, وآخر تلك التصريحات هي لحامد الجزائري قائد مليشيا الخرساني الذي قال بالحرف الواحد بأن العراق والحشد والحكومة العراقية تأتمر بأمر سليماني وأنه يفتدي العراق وشعبه لسليماني وذلك خلال لقائه مع وكالة الميزان الإيرانية.

فبغض النظر عن مشروعية أو عدم مشروعية التدخل الإيراني وهيمنة المليشيات الموالية لها على العراق, فهذا يكون في نظر الدول المجاورة للعراق هو عبارة عن تهديد صريح وواضح لأمنها القومي والوطني خصوصاً وهناك توترات وخلافات سياسية بين تلك الدول وإيران, وهذه التصريحات الإيرانية تجعل تلك الدول تهدد بالتدخل في العراق, وعلى سبيل المثال التواجد العسكري التركي الآن في العراق, وكذلك تصريحات وزير الخارجية السعودي ” الجبير ” التي ترفض مشاركة مليشيا الحشد في معركة تحرير الموصل بحجة إنها مليشيات إيرانية, هذا الأمر هو بسبب التواجد الإيراني المباشر وغير المباشر, وهو ما يعطي لتلك الدول المشروعية – من وجهة نظرها – بالتدخل بالشأن العراقي.

فالتواجد الإيراني الصريح المتمثل بقاسم سليماني وعناصر من فيلق القدس والحرس الثوري والذين هم بصفة مستشارين عسكريين يعطي المبرر لتركيا والسعودية بأن تتدخل في الشأن العراق, وهذا الأمر يدفع بإيران ومن يمثلها بأن تتزمت بقراراتها وتصر على التواجد في العراق وكأن القضية أشبه بالعناد, وبطبيعة الحال الضحية هو الشعب العراقي, فإيران وكما صرح قادتها إنها تدافع عن أمنها القومي خارج حدودها بألفي كيلومتر وهذا في نظر تركيا والسعودية وغيرها من الدول هو تهديد لأمنها القومي أيضاً لذلك تسعى كل الأطراف بان تجعل لها موطئ قدم في العراق تحت أي عذر أو سبب تجده يتناغم ومصلحتها, وبما إن إيران هي الدولة الأولى بعد أميركا تدخلت العراق نرى إن السعودية وتركيا وغيرها تسعى جاهدة للتدخل في العراق من أجل وضع حد للتوغل الإيراني وكما قلنا من أجل حماية أمنها القومي والدفاع عن حدودها داخل العراق, مستغلين جراحات هذا الشعب التي كانت ولا زالت تلك الدول هي سبباً فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وهذا ما يجعلنا نطالب بإخراج إيران من العراق, من أجل أن ينتفي السبب والعذر التي إتخذته باقي الدول في التدخل في الشأن العراقي, فسبب التدخل التركي والسعودي في الشأن العراقي هو التدخل أو بالأحرى الإحتلال الإيراني, فإذا خرجت إيران من العراق هل يبقى لتلك الدول عذراً في التدخل ؟ وإن تدخلت فسيكون أي عذر تقدمه غير مقبول, فبزوال المؤثر تزول الآثار وبزوال المسبب تنتفي الأسباب, وبخروج إيران من العراق تخرج تركيا والسعودية من العراق, وهنا ندعو إلى ما دعا إليه المرجع العراقي الصرخي في « مشروع خلاص » والذي طالب فيه إخراج إيران من اللعبة في العراق كما بين ذلك في حوار خاص مع صحيفة « بوابة العاصمة » حيث أشار إلى ..

«.. أن إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، مؤكدا أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ …».

كما طالب في بيان مشروع خلاص الأمم المتحدة بتوجيه خطاب شديد اللهجة إلى إيران تأمرها بالخروج من العراق…. حيث قال ..«… 10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح …».

فبخروج إيران تنتفي الأعذار والأسباب التي تدفع بباقي الدول للتدخل في الشأن العراق وتسعى إلى أن تتواجد عسكرياً فيه كما فعل تركيا, وإن كان هناك من يقول إن التواجد الإيراني بتوافق مع الحكومة العراقية, فهذا ينفيه تصريح « حامد الجزائري » الأخير الذي قال إن الحكومة العراق بل العراق كله تحت إمرة قاسم سليماني وهذا يعني إن كل ما تصرح به الحكومة العراقية هو وفق إملاءات إيرانية وليس وفق رغبة الحكومة العراقية هذا من جهة ومن جهة أخرى الإتفاقية التي وقعتها تركيا مع المالكي التي ضمنت لتركيا حق التواجد العسكري في العراق, أي إن تركيا تقول كما إن التواجد الإيراني وفق تعاون حكومي فتواجد قواتنا في العراق هو وفق اتفاقية وقعت مع المالكي, فإذا إنتفى التواجد الإيراني إنتفى التواجد التركي أو السعودي أو غيره لان كل الأطراف الأخرى ستضمن سلامة أمنها القومي بعد رجوع إيران إلى داخل حدودها.

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button