يأخذنا فيلم « ناني » بفكرته الجديدة والمشوقة إلى عالم ونوعية غير تقليدية من الأفلام الوثائقية التي تتحلى بروح وطابع مرن وخفيف مع بصمة من الجرأة التي لم يعتاد عليها المشاهد .
تدور قصة الفيلم حول أسرة إماراتية تستعين بمربية بريطانية بشكل مؤقت لتساعدها على ترتيب برنامج أطفالها اليومي الخاص بالدراسة والنشاطات وغيرها ، مما يخلق نوع من التفاعل كالتجاذب تارة والتنافر تارة أخرى بين المربية والأطفال وخاصة عند توجيههم وتغيير عاداتهم اليومية ،وترصد الكاميرا هذه المشاعر والانفعالات مستعرضه تجربة الأطفال مع المربية وكذلك مع أفراد الأسرة والموظفين في البيت والمحيطين بها .
تستعرض أحداث الفيلم مفردات من الثقافة الإماراتية ومدى تقبل الإماراتي لثقافة الأخر ومدى تفاعل وتعايش الأخر مع الثقافة الإماراتية ليقدم في الوقت نفسه تصورا عن الإمارات في عيون الأخرين .
يكشف الفيلم أيضاً عن تفاصيل العلاقات وطبيعة الحياة والتفاعل بين عدة ثقافات مختلفة داخل بيت واحد في ضوء الخبرات الذاتية المتباينة لجميع الأطراف ، والأفكار المسبقة لدى المربية وكذلك أهداف الأسرة ومدى الاستفادة من الاستعانه بمربية بريطانية ، فيقدم تصورصادق للواقع الاجتماعي والعالم الذي تعيشه المربيات البريطانيات والعائلات التي تعمل لديها.
كما تناول الفيلم عدة قضايا منها حرص الأسرة الإماراتية على التزام المربيات البريطانيات بالعادات والتقاليد الإماراتية والإسلامية في قواعد تربية الأبناء ، ووجهات نظر الأسر بين مؤيد ومعارض لفكرة الاستعانة بمربيات اجنبيات، وما إذا كان الأطفال يحبون هذه التجربة ، ومدى استفادة الأسر من المربية الأجنبية ، ومدى تقبل وجهة نظرالمجتمع لتلك الأسر التي تحتاج إلى مساعدة إضافية في تربية الأبناء، وفي المقابل مدى تكيف وتأقلم المربية البريطانية مع عملها وبيئتها الجديدة .
قدم الفيلم بانوراما عن أهم المعالم في لندن ودولة الإمارات العربية المتحدة مسلطا الضوء على بعض الأماكن السياحية وكذلك المرتبطة بالأنشطة الثقافية والفنية والتراثية والرياضية مصورا بشكل مختصر لمحة عن تجربة الحياة في الإمارات .
صورة بن باز