سألني أحدهم «ألم تكتفوا من المبادرات؟».
وأضاف «الآخرون يعيشون فوضى الحروب والنزاعات الداخلية، ومن سلم من الدمار والحرب، عجز عن إدارة الشؤون الحياتية للمواطنين، ميزانيات تتبخر، وأرصدة تتآكل، وفساد يضرب بأطنابه المجتمعات، حتى انتشرت الرشاوى، وأصبحت مثل الدود تنخر في أساسات الدول».
وأكمل حديثه «نحن وغيرنا نسمع الوعود، ثم ننتظر، ولا يتحقق شيء، يطير الكلام في الهواء كزبد البحر، لا نمسكه ولا نملك القدرة على السؤال عنه، فقط نقرأ في الصحف، ونسمع في الإذاعات وقنوات التليفزيون، بأننا قد خططنا للمستقبل، وسيكون حالنا أفضل، سيرتفع مستوانا المعيشي، وسنجد وظائف، فالمصانع ستبنى، والشوارع الجديدة سترصف، والمدن السكنية ستبنى لذوي الدخل المحدود، وللفقراء والمساكين، ومعهم الأيتام والمطلقات والأرامل، وسيرتفع الدخل العام، وستمتلئ جيوب المواطنين، وسنطلق البرامج السياحية والثقافية، وسنصلح المناهج الدراسية».
وبنبرة فيها حسرة ويأس، واصل كلامه وأنا أستمع إليه، قال «منذ سنوات أتابع كل فكرة وكل مبادرة، بل كل كلمة ترد على لسان مسؤول في الإمارات، وأكتشف أنهم يتحدثون وقد بدؤوا العمل، وخلال فترة وجيزة، نسمع بانطلاق المشروع الذي كان فكرة أو مبادرة، أردت مرة واحدة أن أسمع قولاً دون أن أرى عملاً، حتى لا أقول إننا نعيش في كوكب آخر غير الذي تعيشون فيه، رصدت الأقوال، وسجلت الإنجازات، فرسبت في الامتحان».
كان صاحبي يحدثني عبر الهاتف من بلاده العربية التي لن أسميها، فقد سمعت مثله من قبل، من أصدقاء في دول عربية مختلفة، ومنها خليجية، وكانت مناسبة حديثه ومقارنته، آخر مبادرتين أطلقهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهما المبادرتان العربيتان لتعزيز التسامح والتعايش والتعارف في منطقتنا، وترسيخ هذه القيم بين الأجيال، الأولى جائزة التسامح، والثانية المعهد الدولي للتسامح.
قلت له بعد أن أفرغ غضبه على ما تعانيه بلاده «هذا [bctt tweet=”محمد بن راشد، لا تنتظر منه غير الإنجاز إذا تحدث عن فكرة أو مبادرة أو مشروع أو برنامج” username=”nononline24″]».
لماذا؟
غداً سأقول له ولكم بإذن ال%8