اختصر الدكتور أنور قرقاش الواقع في جملة مفيدة حين قال في إحدى تغريداته: إن «التسليح الإيراني للحوثيين سيطيل الحرب ولكنه لن يغير النتيجة». هي كذلك، قضية اليمن محسومة، فلا مكان لإيران في المعادلة الوطنية اليمنية، والحوثيون ليس أمامهم غير طريق واحد، وهو العودة إلى الصف الوطني، والابتعاد عن أوهام الحلم الإيراني، فهم قلة، كانوا كذلك قبل الانقلاب، وسيبقون كذلك بعد كل الأفعال التي ارتكبوها بحق وطنهم وإخوانهم، وبتحريض من الإيراني الذي استخدمهم وقوداً للنار التي أشعلها في الجنوب العربي.
صعّد الحوثيون وفلول علي صالح الحرب، ووصل بهم الأمر إلى استهداف سفينة شحن كانت تنقل المساعدات لليمنيين في باب المندب، وتكثيف إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، ومواصلة إرسال المتسللين من الأتباع عبر الحدود، وماذا بعد ؟ إدانة دولية لحادث السفينة لأنها حرمت اليمنيين من المساعدات الغذائية والدوائية التي تخفف بها دولة الإمارات معاناتهم، ولأنها سابقة تهدد الملاحة في ممر مائي مهم. أما صواريخهم ومجموعاتهم المتسللة فما هي إلا محاولات يائسة وناتجة عن الإحباط الذي يعيشونه، وهي أيضاً هروب من الاستحقاقات الدولية لحل الأزمة. بلا شك هي نصيحة إيرانية للأتباع حتى تحقق الحد الأدنى من أطماعها في اليمن.
إيران تريد أن تكون طرفاً في الحل اليمني، كما فرضت نفسها في المشهد السوري، تريد أن تفرض نفسها في المشهد اليمني، وبعدها تملي شروطاً، وتخرج بمكاسب سياسية وعسكرية، وتحافظ على ذراع مذهبية تستخدمها متى شاءت، لهذا ترسل السلاح لتطيل أمد الحرب، وتفتح خزائن أموالها لتدفع للميليشيات، والنتيجة هي الغائبة عنها، عن إيران المتورمة غروراً واستكباراً، فهي محسومة، النتيجة محسومة ولن تغيرها المحاولات المستميتة للإيرانيين، وهذا هو المختصر المفيد الذي أراد الدكتور أنور قرقاش أن يوصله إليهم، علهم يستفيدون.