من الواضح أن الخلاف بين الحوثيين والمخلوع علي صالح بدأ يكبر، وأن قسمة الغنائم على اثنين ما عادت مجدية، خاصة بالنسبة لأتباع إيران، والمقصود هنا الحوثيون، فهم يتبعون قواعد عمل العصابات، تتحالف وتتفق على النسب وترتكب جريمتها، ثم تختلف على التوزيع، ويبدأ التلاعب، وتثار الشكوك، ويحاول كل طرف الانفراد بعد تصفية الآخرين.
القصف الذي تعرضت له قاعة العزاء في صنعاء أسلوب الثورة الإيرانية منذ قيامها في 1979، ومن لا يتذكر نذكره بيوم دمرت فيه بناية الحزب الجمهوري الإسلامي، أعتقد هذا كان اسمه، وكانت كل قياداته مجتمعة هناك، من زعيم الثورة الفعلي «بهشتي»، والذي كان الخميني وبقية الملالي يسمونه «الأستاذ»، ومعه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأغلب رموز الدولة، والذين تم تكريمهم بعد التخلص منهم، فأطلقت أسماؤهم على الشوارع، وقفز تلاميذ الخميني إلى الواجهة بعمائمهم، ودخلت إيران في مرحلة جديدة لثورتها المدنية التي انتقلت إلى دينية أو لنقل مذهبية.
ما حدث في صنعاء شبيه بتفجيرات طهران وبيروت وبغداد والبصرة وكربلاء، وضحايا العزاء كانوا من أتباع المخلوع، يعني أنها تصفية مدروسة ومخطط لها، وقبل أن تنطفئ الحرائق في المكان كانت إيران، وليس الجهات اليمنية، تعلن أن طيران التحالف العربي هو الذي قصف قاعة العزاء، وتعرض تصويراً من منطقة مطلة لحظة الانفجار، وتركب ما تريد من لقطات، ويتناقل العالم الدعاية الإيرانية ويردد أكاذيبها، والتحالف ينفي ولا يسمع نفيه!
النظام الإيراني يلعب في الساحة اليمنية، فهو يعرف ماذا يريد، ولا يتورع في استخدام كافة الأساليب الإجرامية، ثم يتراقص على حبال السياسة والإعلام، ويحقق شيئاً لنفسه، وهذه حقيقة علينا الاعتراف بها، فالإيرانيون متقدمون علينا في الجانب الإعلامي الخارجي، وهذا يمنحهم تفوقاً سياسياً في بعض الأحيان، ونحن، وأقصد التحالف العربي، مقصرون في الجانب الإعلامي الذي لا يقل أهمية عن الجانب العسكري والسياسي.
إيران تلعب في اليمن، تريد أن تخرج منها بمكاسب، وعلي صالح يقترب من نهاية خيانته لأمته قبل وطنه وشعبه، والأيام حبلى!