تندهش أحياناً وتتعجب أشد العجب من تطاول البعض سواءً على بعض الأفراد أو على بعض الشركات أو المؤسسات أو حتى على بعض الجهات الحكومية أو بعض المسؤولين ، فمع تنوع وسائل التواصل الاجتماعية ووجود بعض التطبيقات على أجهزة الجوال أصبحنا نسمع كل يوم عن تطاول أحد الأفراد الذين يستغلون وجودهم وشهرتهم وكثرة المتابعين لهم في تلك المواقع ثم يعمد إلى التهجم على الآخرين ويستخدم تلك البرامج بشكل مسيء ويعبرعن رأيه بطريقة غير أدبية أو أخلاقية مستهتراً بالآخرين ومستخدماً عبارات وألفاظاً نابية، معتقداً بأن مثل هذا السلوك سيزيد من شهرته أو أنه سلوك مضحك أو سيساهم في زيادة أعداد المتابعين له .
على الرغم من تزايد مثل تلك المقاطع في الآونة الأخيرة بمختلف أنواعها بل على الرغم من التطاول في استخدامها حتى في الترويج للممنوعات إلا أننا في المقابل لاحظنا تدخل الجهات الأمنية لوقف مثل هذا العبث الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعية ، فقد تم مؤخراً إيقاف أحد المراهقين بعد أن نشر مقاطع سيئة عن علاقته بإحدى الفتيات في الخارج ومافيها من عبارات غير أخلاقية ، وبالأمس أوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض أنه تم رصد أحد الأشخاص لقيامه باستخدام برنامج (السناب شات) بشكل مسيء من خلال ما ورد في المقطع من عبارات وألفاظ نابية، وبالنظرإلى ما لقيته تلك المشاركات من ردود أفعال لدى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع مستهجنين ما ورد في تلك المقاطع مطالبين بالأخذ على يده وضبطه فقد تمكنت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة المنطقة من تحديد هوية الشخص وضبطه وإيداعه مركز الشرطة المختص ، وإشعار فرع هيئة التحقيق والادعاء العام لتطبيق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بحقه بحسب الاختصاص .
أفراد المجتمع هم صمام الأمان وهم رجال الأمن الذين يساهم استنكارهم واستهجانهم ومطالبتهم بالأخذ على أيدي السفهاء وضبطهم في وقف مثل تلك الممارسات السيئة وفي الحد من انتشار مثل تلك السلوكيات ، فكما يقوم أمثال هؤلاء باستغلال وسائل التواصل الاجتماعية لنشر سلوكياتهم الخاطئة فعلى المجتمع ومن خلفه من رجال الأمن أن يواجههم بنفس الصورة ويوقفهم عند حدهم ليؤكد لهم بأن مثل هذه المقاطع السيئة دخيلة على مجتمعنا ولاتمثلنا وأن الجهات الأمنية ستقف لها بالمرصاد وذلك من خلال تطبيق نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية .
من حقك أن تعبرعن رأيك وأن توضح وجهة نظرك وأن تبدي عدم قناعتك عن بعض الأمور ولكن كل ذلك يجب أن يكون في حدود الأدب والأخلاق وفي حدود احترام الآخرين وتقديرهم وعدم التطاول عليهم بعبارات وألفاظ نابية.