نون والقلم

أسلحة الكوارث الطبيعية المدمرة

لا تتوقف الصراعات بين الدول الكبرى حول مناطق السيطرة والنفوذ، فرغم كل ما حققته هذه الحضارة من إنجازات علمية، ومن دفع بالمسيرة الإنسانية الجامعة سواء على مستوى المؤسسات الدولية، أو عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة التي أسهمت في تقريب وجهات النظر بين جميع الشعوب، لكن لا يزال الصراع هو السمة الغالبة على تفكير وأخلاقيات الحكومات، لاسيما في الدول الكبرى.

فقد أصبح العالم اليوم على شفير حرب عالمية جديدة، بعد أن تصادمت المواقف، وتحطمت الآمال في تحقيق سلام شامل على الأرض. لقد كان وجود أسلحة الدمار الشامل، وخاصة السلاح النووي، عامل ردع في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ اضطرت الدولتان العظميان آنذاك، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق، إلى التعايش مع بعضهما البعض رغم التنافر في التوجه الفكري، والمشاريع التي يحملها كل منهما، وذلك بسبب الخوف من حدوث حرب نووية. لكن هذا الخوف تبدد اليوم مع ابتكار وسائل ردع أكثر إيلاماً وردعاً وهي، أسلحة الكوارث الطبيعية، فالدول الكبرى اليوم تجتهد في الحصول على كل الأدوات التي تمكنها من إحداث كوارث في الدول المعادية لها. وكان سلاح الكيمتريل (Chemtrail)، هو أحد أخطر أسلحة الكوارث، وهو يتركب من معادن مثل الألمنيوم والباريوم، ومن أملاح مثل المغنسيوم والكالسيوم، وأملاح الكبريتيك التي تستخدم لمنع وصول ضوء الشمس إلى الأرض، ومن عناصر أخرى مثل التيتانيوم، وألياف الموكتر المجهرية. والتي لا تحتوي على بخار الماء. ويتم إطلاق هذا الغاز في طبقات الجو العليا، بحيث يتفاعل الكيمتريل مع العناصر الموجودة في الغلاف الجوي، ويتسبب بحدوث الأعاصير والفيضانات، كما يقوم بتجفيف الأرض، ويترك آثاراً ضارة على البيئة والسكان والنباتات وعلى الحيوانات والماء. ويتسبب بظهور سحب عملاقة يُطلق عليها «السحب النفاثة». ويسبب الاستعمال المتواصل للكيمتريل انهياراً كاملاً تقريباً للنظام البيئي، وينتج عنه خلق أكبر الأعاصير على الإطلاق.

وتمتلك الدول الكبرى، لاسيما الولايات المتحدة، هذا السلاح المرعب، والذي من المؤكد أنه سيكون السلاح الأكثر استخداماً في أية حرب عالمية قادمة. لكن روسيا- وريثة تركة الاتحاد السوفييتي النووية والعلمية- والمعنية بالصراع العالمي الجديد، قد أعلنت مؤخراً أن علماءها ابتكروا صواريخ روسية قادرة على إغراق الولايات المتحدة في ساعة واحدة، حيث تجري في معهد سري للبحوث العلمية بضواحي موسكو أعمال تصميم سلاح حديث يوصف بأنه سلاح المستقبل. وقد أجريت تجارب واختبارات في السنوات الأخيرة لتصميم صاروخ باليستي أطلق عليه «فولكان» البركان، قادر على تدمير أطنان من الجليد وإذابتها في دقائق معدودة. ويقوم هذا السلاح على أساس متفجرات تحترق في الماء، وتخلق في الوقت ذاته درجة حرارة هائلة لفترة طويلة. وقد تم استخدام مادة المغنيسيوم، التي تحترق في الماء، ويزيد الأخير في اشتعالها، كمكون أساسي في الصاروخ، إضافة إلى ما يزيد على 20 عنصراً، ومركباً كيميائياً آخر، وكل هذه المكونات يمكن أن تشتعل وتتوهج كشمس صغيرة، وينفجر الصاروخ المزود بهذا المزيج على بعد كيلومترات عن الهدف المراد تدميره مشكلاً كرة من اللهب الأبيض اللامع تطير بسرعة 850 متراً في الثانية، وتنهال على قطعة الجليد المراد تدميرها لتذيبها بسرعة هائلة. وتدل التجارب على أن غراماً واحداً من هذا المسحوق يحول كأساً من الماء إلى بخار خلال 4 ثوانٍ. وهذا يعني أن صاروخاً واحداً بوزن 5 أطنان بوسعه إحراق مدينة متوسطة المساحة خلال نصف ساعة. أما بضعة صواريخ من هذا النوع فتستطيع إغراق مدينة كبرى بالماء خلال ساعة واحدة.

إن سلاح الكوارث الطبيعية لا يتوقف أثره على شعوب الدول المتصارعة فقط، بل إن مختلف شعوب الأرض سيصيبها أذى كبيراً منه. ومن هنا كان من الضروري أن يهتم المجتمع الدولي بوضع ضوابط لهذا النوع من السلاح، ومثلما تم إنشاء وكالة الطاقة الذرية، وتم مراقبة الأنشطة الذرية لمختلف الدول، فإن الواجب اليوم هو إنشاء منظمة دولية لمراقبة أنشطة أسلحة الكوارث، فهل من المعقول أن تبقى هذه الأسلحة خارج السيطرة، وأن يبقى العالم يعيش وسط رعب لا نهاية له.

إن افتعال طوفان في مكان ما سيؤدي إلى خراب حتمي في أماكن أخرى، واللعب بالبيئة سيؤدي إلى حدوث أمراض فتاكة. إن السلام العالمي يبدو أنه أمر صعب المنال، فالصراع هو عنوان وجود الإنسان في الأرض، فمنذ الأزل نشبت الصراعات بين الشعوب، لكن حروب الماضي كانت تقتل عدداً محدوداً فقط من البشر، لأنها كانت حروباً بالسيوف والرماح والحراب، أما حروب اليوم فهي تقتل البشر والشجر والحيوان وتدمر العمران، وتقضي على مختلف مكونات ومفردات الحياة على هذه الأرض.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى