[bctt tweet=”توتر كبير خيم على العلاقات الأمريكية الروسية” via=”no”] جعل البعض يتخوف مجددا من فكرة اندلاع حرب عالمية أو إقليمية يكون محلها سوريا بعد أن كان الطرفان على شفا التوافق حول هذا الملف.
الأسبوع من بدايته لنهايته مليء بالتصعيد، كلها تأتي بعد تبادل الاتهامات حول فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، فيوم السبت حذرت خارجية الروسية، أمريكا من مغبة أي عدوان مباشر على قوات بشار الأسد سيؤدي ملمحة إلى أن ذلك سيؤدي لـ”تحولات فظيعة” في بنية الشرق الأوسط.
يوم الاثنين أعلنت واشنطن تعليق مشاركتها بالمحادثات الثنائية مع روسيا حول الملف السوري، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر إن من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية دبلوماسية لإنهاء الحرب في ظل هجوم الحكومة السورية بدعم روسيا على حلب.
وردت روسيا على هذه الخطوة على لسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، الاثنين، بأن أمريكا فشلت في تنفيذ بنود اتفاقياتها الرئيسية مع روسيا بشأن سوريا ولذلك ترغب بتحميل الجانب الروسي المسؤولية.
مساومة بالنووي
ولم يمر الاثنين أيضًا إلا بعد أن علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق اتفاقية مع واشنطن بشأن التخلص من مخزونات البلوتونيوم من الدرجة التي تستخدم في صنع أسلحة مما يشير إلى استعداده لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في الخلافات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وسوريا، بحسب وكالة أنباء رويترز.
وفي يوم الثلاثاء أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أنها نشرت نظام صواريخ إس 300 في قاعدتها البحرية في طرطوس في سوريا، موضحة في بيان بأن الهدف من ذلك ضمان سلامة القاعدة البحرية وأنه من غير المفهوم قلق الغربيين من نشر إس 300 .
ويوم الأربعاء اتخذت موسكو إجراءات إضافية لتقليص التعاون مع وشنطن في مجال الطاقة النووية إذ علقت اتفاقية بحثية وألغت أخرى بشأن تحويل اليورانيوم وذلك بعد يومين من تجميد الكرملين لاتفاقية بشأن البلوتونيوم مع واشنطن.
ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري قال إن السجال الأمريكي الروسي والتراشق بالكلمات لن يقدم أو يؤخر في الأمر شيء ولايمكن التعويل على أي موقف جدي أمريكي تجاه دعم الشعب السوري ووقف التصعيد الروسي في حلب فكثير من الثرثرة الأمريكية دون أفعال، بحد تعبيره.
ودلل على حديثه لـ”مصر العربية” بأن في الوقت الذي يصعد فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتوسل نظيره الروسي ويستجدي منه العودة إلى اتفاقهم السابق لوقف إطلاق النار في سوريا.
روسيا تلتهم سوريا
وتابع:” روسيا تستمر في قضم مزيد من الأراضي السورية وتعزز تواجدها العسكري الاستراتيجي في سوريا ما يؤثر على زعزعة المنطقة بالكامل”، معتبرا أن روسيا ليست في وارد تعديل سياستها اتجاه ثورة الشعب السوري ومستمرة في ذبح السوريين، ولم يعد الأمر بالنسبة لروسيا فقط تثبيت نظام الأسد بل أن الروس وضعوا سوريا تحت الحماية الروسية “الاحتلال” المباشر”، وتريد من ذلك إرسال رسالة للعالم أنها دولة عظمى يجب الإنصات لها.
ولفت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما موقفها واضح وهو عدم الرغبة في الاصطدام مع الروس وعدم اتخاذ أيي تدابير لوقف الروس أو نصرة الشعب السوري، مبينا أن كل مايريده أوباما اليوم انتهاء ولايته دون تدخل.
لماذا صواريخ إس 300
وفيما يتعلق بنشر صواريخ إس 300 أوضح بكور أنها صواريخ دفاعية مضادة للطيران والصواريخ البالستية وخاصة صواريخ كروز المجنحة الأمريكية، ما يوحي أن الروس لايريدون وضع أي احتمال لتدخل عسكري مضاد لمشاريعهم سواء بالقصف البعيد أو الجوي.
واستطرد:” ربما أخذوا بمحمل الجد الأحاديث الصادرة عن واشنطن حول طرح بعض الخيارات العسكرية المحدودة لذلك قررت أن تنشر هذه المنظومة لأول مرة خارج روسيا لتضاف إلى منظومة أس 400 المنشورة سابقاً بذلك قطعت الطريق على أي خيارات عسكرية أمريكية أو إقليمية ومنع قيام مناطق امنة شمال سوريا”.
تيسير النجار المحلل السياسي السوري أكد أن المشاحنات بين الجانبين يأتي غالبها من روسيا وليس أمريكا، مردفا أن روسيا هي المتناقضة.
وفي الوقت نفسه نوه في تصريحاته لـ”مصر العربية” أن كل منهما له أجندة خاصة في سوريا ولا دولة ممن تدخلت يهمها مصلحة الشعب السوري.
الصدام محتمل
وأكمل:”روسيا تريد المياه الدافئة واستعادة أمجاد السوفيت في سوريا، وإيجاد نظام حليف بدمشق ولن تتنازل عن ذلك بعد ان تورطت في الوحل السوري وظهرت على حقيقتها”.
ولم يستبعد النجار أن يصل التوتر الروسي الأمريكي إلى صدام عسكري، ولكنه رجح أن يكون حربا بالوكالة وليس صداما مباشرا.