نون والقلم

سعوديون وأسرهم في مهب الريح

* معاناة السعوديين المتعاقدين مع (شركة سعودي أوجيه) المشغلة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة قديمة؛ فحقوقهم عند الشركة مهضومة منذ سنوات، ومنها: (قلة رواتبهم، وتوقف بدلاتهم السنوية لعدة سنوات منذ العام 1994م، وكذا مَنْع الإجازات إلا بالخَـصم من الراتب، وتمييز العاملين الأجانب عنهم في المعاملة والرواتب والحوافز)، حَدَث هذا دون تدخل إيجابي من الأمانة العامة المشرفة على المجمع التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية!.

* استمرت معاناة أولئك المساكين لتصل لمحطة تأخر رواتبهم أشهر لِعدة مرات، آخرها ما حصل في شهري رمضان وشوال الماضيين؛ وهو الأمر الذي جعلهم (كما ذكرتُ ذات مقَال) غير قادرين على تأمين لقمة العيش لأسَـرهم، إضافة لتراكم الديون والاقتطاعات البنكية عليهم، فمنهم الذي تسبب تأخر مصدر دخله الوحيد في طرده من شقته؛ لأنه لم يلتزم بدفع الإيجار، ومنهم الذين سُحبت سياراتهم لعدم انتظامهم بسداد أقساطها!.

* وفي الوقت الذي كان أولئك الغَـلابَة ينتظرون من الجهات ذات العلاقة رفع معاناتهم، وحَـلّ مشكلة تأخر رواتبهم تفاجأوا وصُعِـقـوا بقرار يحمل إلغاء عقودهم، والطلب منهم مراجعة المجمع لتسليم جميع ما لديهم من عهد، والغريب أن إبلاغهم بذلك القرار جاء بعد 24 يومًا من صدوره كما نشرت (صحيفة المدينة الأربعاء الماضي)؛ فلماذا كل هذه القسوة في التعامل معهم؛ بينما العديد من الأنظمة الدولية في مثل هذه الحالات تمنح الموظف مهلة لا تقل عن 6 أشهر؛ لكي يبحث وظيفة بديلة؟!

* أخيرًا وإنْ رجعت (شركة سعودية أوجيه) لتشغيل مجمع طباعة المصحف الشريف بعقد جَـديد -كما ذكرت بعض وسائل الإعلام أمس السبت-، وحتى وإنْ أعادت توظيف أولئك المفصولين؛ فمن المؤكد أن (2000 مواطن سعودي) سيبقون في دوامة المشاكل والقضايا والمعاناة، وستظل أسَـرهم دائمًا في مهب الريح؛ لأن أزماتهم مع هذه الشركة أزلية؛ فهذا نداء ورجاء لاحتضانهم، وتحويلهم لموظفين رسميين في المجمع؛ فهذا حقهم ولاسيما أنهم يملكون خبرات كبيرة في تخصصاتهم!.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى