«هيروشيما حبي»… صيحة مدوية ضد الحرب النووية
فعلى مدار 88 دقيقة، يحكي الفيلم التاريخي الرومانسي قصة ممثلة فرنسية جاءت إلى هيروشيما لتصوير فيلم عن القنبلة الذرية، وتنشأ بينها وبين مهندس ياباني علاقة غرامية، تثير في ذاكرتها جانبا من حياتها خلال الحرب في بلدتها الفرنسية. ومن خلال الفيلم الذي يعود إنتاجه إلى العام 1959، جسد المخرج الراحل آلان رينيه عن طريق فن المونتاج مأساة هيروشيما من خلال لقطات مؤثرة، مستغلا الجرائد السينمائية والأفلام التسجيلية وبعض الأفلام الروائية اليابانية، وقد أعيدت صياغتها معا ببراعة وقوة وصوت إنساني لا يفتأ يكرر «لا. لم نر شيئا من هيروشيما».
ومع الأحداث التي تدور بين الممثلة الفرنسية والمهندس الياباني في حبهما الخاطف، تختلط في بيوت المدينة وشوارعها ومطاعمها وفي المحطة ذكريات الحرب في فرنسا، والعقاب الشديد الذي لحق بالمرأة وهي شابة صغيرة، لأنها أحبت عسكريا ألمانياً شاباً قتلوه بعد ذلك أمام عينيها، وتلتحم الدراما الفردية بالمذبحة الجماعية في صرخة إنسانية واحدة تنطلق من قلب الفيلم فتهز أعماق أي متفرج: «كيف يمكن عمل ذلك. لمخلوق إنساني. وللملايين من البشر»؟.
وهذه هي «التيمة» الرئيسية في الفيلم، الذي جاء بمثابة صيحة مدوية ضد الحرب النووية الحديثة التي توشك أن تدمر الإنسان والعالم. وكل ما على الأرض من حياة. وفي وقته، جسّد فيلم «هيروشيما حبي» أروع إنتاج فني للموجة الجديدة في السينما العالمية، ليس فقط لأسلوبه الثوري في المعالجة السينمائية للموضوع. وإنما أيضا لوقفته الإنسانية العميقة الصلبة إزاء مشكلة الحرب والسلم.