نفى أمس «بلايد كيمري» الحزب القومي الويلزي، أن تكون في سجلاته معلومات عن مبالغ دفعها الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لتشجيع الحزب على تشديد المطالبة باستقلال إقليم ويلز بهدف إضعاف المملكة المتحدة وخلق قلاقل داخل بريطانيا.
ففي مذكراته التي صدرت هذا الأسبوع، كشف كارل كلوز، أحد أبرز قادة «بلايد كيمري» الذي يدعو لحصول إقليم ويلز على استقلاله عن بريطانيا، أن وفداً من الحزب زار طرابلس عام 1976 لبحث سبل التعاون بين ليبيا وويلز، أثر تلقي الحزب رسالة من «الاتحاد الاشتراكي الليبي» الذي تزعمه القذافي تعرض التعاون في مجالات ثقافية وتجارية، خصوصا تسويق لحم الضان الويلزي في ليبيا. ودفعت الحكومة الليبية تكاليف الرحلة لأعضاء الوفد الذين أوفدهم الحزب إلى طرابلس.
وأوضح أن الحزب تشجع لدى تسلم الرسالة وأوفد أربعة من قادته إلى طرابلس، وركز الوفد في مباحثاته مع المسؤولين الليبيين الذين التقاهم على مسألة توريد لحوم الضان من إقليم ويلز إلى ليبيا. لكن أثناء لقاء أعضاء الوفد مع القذافي، بادر أحد المسؤولين الليبيين الذي رافق الوفد خلال الزيارة إلى توجيه سؤال حول مطلب حزب «بلايد كيمري» بالاستقلال، فانتبه القذافي إلى الموضوع وبدأ يتكلم عنه وأمر بدفع 25 ألف جنيه إسترلينية لدعم مطلب الحزب بالاستقلال عن بريطانيا، وهو مبلغ كبير بمفاهيم ذلك الوقت. لكن الحزب قال إنه لا يوجد أي إشارة في سجلاته لتسلم هذا المبلغ أو غيره من القذافي.
ورداً على سؤال من صحيفة «دايلي ميل» حول الموضوع، أكد كلوز أمس، أن صندوق «بلايد كيمري» تسلم المبلغ، وقال إنه «لا يعرف ما هو شكل سجلات الحزب»، وأضاف «لست أدري فهذه مسألة قديمة».
يشار إلى أن [bctt tweet=”تمويل «بلايد كيمري» للمطالبة بالاستقلال عن بريطانيا لم يكن العمل الوحيد الذي قام به القذافي” via=”no”] لإضعاف المملكة المتحدة التي تتألف من أربعة أقاليم هي: إنكلترا واسكوتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز، إذ قام القذافي بتشجيع الكاثوليك في إقليم إيرلندا الشمالية على الانفصال عن بريطانيا وقدم لتنظيم «الجيش الجمهوري الإيرلندي» السري الذي يرفع راية الانفصال دعماً مالياً وعسكرياً يُقدر بملايين الجنيهات، وفقاً لتقديرات الحكومة البريطانية.
ويواصل «بلايد كيمري» معركته من أجل حصول إقليم ويلز على الاستقلال. فالحزب تأسس عام 1925 وحاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على 11 مقعداً من مجموع 60 مقعداً في المجلس التشريعي المحلي في إقليم ويلز، وله ثلاثة مقاعد في مجلس العموم البريطاني ومقعداً في البرلمان الأوروبي، علاوة على سيطرته على 206 مجالس بلدية ومحلية من مجموع 1264 مجلساً في إقليم ويلز.
وكانت وسائل الإعلام البريطانية أبرزت أن أغنية «دلايله» للمغني توم جونز أصبحت ما يشبه النشيد الوطني لأبناء ويلز الذين يعتزون بأن توم جونز واحد منهم ويقومون بإنشاد الأغنية في مختلف المناسبات، خصوصاً الرياضية منها، مثل لعبة «الرغبي» التي يعتبرها الويلزيون أنها لعبتهم الوطنية، كما أنهم ينشدون الأغنية في مباريات كرة القدم التي يشارك فيها منتخب إقليم ويلز لكرة القدم في البطولات المحلية والدولية.