مع إسدال الستار على دورة الألعاب البارالمبية لمتحدّي الإعاقة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لمع اسم العديد من الأبطال العرب، الذين حققوا الميداليات في الدورة، وظهروا بمستويات أكثر من رائعة.
ومن بين هؤلاء الرياضيين، الذين صنعوا المجد وتحدوا الصعاب في الدورة البارالمبية، وحققوا الميداليات، البطل العراقي، جراح نصار طنيش، الذي استطاع أن يحطم الرقم القياسي العالمي، في لعبة رمي الجلة؛ إذ سجل عشرة أمتار و79 سم ليفوز بالميدالية الذهبية.
ويرصد في السطور المقبلة، بعض الحقائق والمعلومات عن جراح نصار طنيش بطل العراق، فإلى التقرير الآتي:
جراح يأسر قلوب العراقيين
لا حديث في وسائل التواصل الاجتماعي بين العراقيين، سوى عن إصرار جراح وعزيمته، ووصفه بأنه بطل من ذهب، رفع راية العراق لتعانق السماء في الأولمبياد البارالمبية.
وأبدى أكثر من متابع إعجابه بإصرار جراح، الذي لا يملك مدربًا ولا مكانا لخوض تدريباته، كما كان يعاني التجاهل التام من الدولة، لدرجة أن عمله يتمثل في متجر بسيط لبيع الخضراوات والفاكهة.
وأطلق عشاق جراح عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ “شكرًا_جراح” للتعبير عن الامتنان للنجم والبطل العراقي المميز.
إنجازات متتالية
لم يكن إنجاز الدورة البارالمبية، الأول في مشوار جراح، بل إنه حقق من قبلُ العديد من الإنجازات والبطولات خلال مسيرته مع ألعاب القوى.
في بطولة العالم لألعاب القوى لمتحدي الإعاقة التي أقيمت في قطر خلال شهر نوفمبر الماضي، حقق جراح طنيش الميدالية الذهبية، وحطم الرقم القياسي محققًا مسافة 10.66 متر.
وشارك جراح في بطولة آسيا للشباب، التي أقيمت في اليابان عام 2009، وفاز بثلاث ميداليات ذهبية، كما شارك في بطولة التشيك التي أقيمت في العام 2011، وأحرز الميدالية البرونزية، واختير من بين أفضل 16 لاعبًا حول العالم.
ظروف قاسية
تحدى نصار، الظروف القاسية التي تواجهه في حياته، والتي تواجه العراق في هذه المرحلة العصيبة.
ونشأ جراح في عائلة فقيرة جدًا تعيش بمدينة البطحاء إحدى مدن الناصرية، فوالده لا يعمل ويعاني من كثرة الأمراض، وشقيقه رحمن نصار يلعب كرة القدم.
ويعتبر البطل الذهبي، جراح، هو العائل الوحيد لهذه الأسرة، وسبق أن أكد جراح في تصريحات صحفية، أنه يتمنى الحصول على وظيفة في وزارة الشباب والرياضة، خاصة أنه يعمل بمتجر بسيط لبيع الخضراوات والفاكهة.
وعانى جراح من تجاهل الحكومة التام، لدرجة عدم تلبية طلبه، بتخصيص قاعة تابعة لوزارة الشباب والرياضة في مدينة البطحاء، على مدار خمسة أشهر، لتدريباته.