نون والقلم

قُم للطالب وفّه التبجيلا !

في (كوالالمبور) عاصمة ماليزيا، رأيتُ الطلاب من مختلف الأعمار يتسابقون في طريقهم لمدارسهم على ركوب القطار المعلّق؛ أما السبب فلأن الجهات المسؤولة تُقدِّم لهم خصمًا على تذاكره يتجاوز 60%، دعمًا لهم، وحرصًا على كُلِّ ما من شأنه أن يساهم في تعليمهم.

وفي (أوغندا الإفريقية) سيلحظ الزائر أن هناك احتفاءً بالتلاميذ حيث تتوقف في عُرْفٍ اجتماعي جميع وسائل الموصلات احترامًا لهم عند عبورهم؛ لما أنهم المستقبل القادم.

أما عندنا ومع سطوة مواقع وبرامج التواصل الحديثة فلا حديث إلا عن سلبيات أبنائنا وبناتنا؛ حيث تتحوَّل المشاهد والمواقف الفردية لبعضهم وكأنها ممارسة جماعية؛ لأجلها يُجْلَدون بِعَامّتهم.

أما الأخطر فتلك الإحصائيات التي تُقدِّمها بعض الدراسات التي تزعم مثلاً أن انتشار التدخين والعنف، وحتى المخدرات، بين طلابنا من الجنسين تتجاوز الـ35%؛ في أحكام أراها ظالمة لا تقوم على مُؤشِّرات حقيقية، بل مُجرَّد عينات عشوائية قليلة، وغير دقيقة، لأنها تفتقد لأبسط معايير البحث العلمي.

وهنا لا أقول إن مجتمع مدارسنا ملائكي، ولكنه ليس بذاك السوء الذي ترسمه بعض وسائل الإعلام؛ ففيه الكثير من الأخلاقيات والأدبيّات والجَمَالِيّات التي لابد من تلمُّسها والبناء عليها؛ فتعزيز الإيجابية في النفوس والسلوك هو الطريق للقضاء على الصور السلبية؛ فهلا رفعنا جميعًا شِعَار (قُمْ للطالِب وَفّهِ التّبْجِيْلا)؟.

أخيرًا، ومع بداية العام الدراسي الجديد من المُسَلّمات أن (التعليم) هو أساس تطوُّر الأمم، وبه تُحَقّق الإنجازات في شتى المجالات، ولكن لا (تعليمًا ناجحًا) إلا بصناعة بيئته الصحية التي أركانها: مدرسة نموذجية يتسابق الطلاب إليها، لا إلى الهَرب منها، ومناهج حديثة تستخدم التقنيات الحديثة، ومُعَلّم مُدَرّب مارس التدريس لأنه يعشقه؛ لا لأنه لم يجد وظيفة غيره، مُعَلّم يحظى بالتقدير من مجتمعه، وبالرعاية بحصوله على حقوقه كاملة من المؤسسة التي يعمل تحت مظلتها؛ فَرَئِيْسَة وزراء ألمانيا (أنجيلا مِيْركل)؛ عندما طالبَ (القُضَاةُ) حكومَتَها بمساواتهم بمرتبات المعلمين أجابتهم: (كَيْفَ نُسَاوِيْكم بِمَن عَلّمَكُم؟!).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى