نون والقلم

ربح أهل العزم

حجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً، نقولها لقرابة مليوني حاج، حلوا ضيوفاً على الرحمن في بيته العتيق، واحتضنتهم مكة، وازدانت بهم منى، وأسكنتهم في رحابها أرض الرحمة بجبلها وسهولها، أرض عرفة ومن بعدها مزدلفة.

أخبار ذات صلة

اليوم تفوج الأفواج من منى، وتفتح الدروب في كل الاتجاهات لهؤلاء الذين تطهرت قلوبهم واغتسلت نفوسهم، كل ذاهب في طريق، من جاء من الشرق سيبحث عن وسيلة نقله إلى دياره، ومن جاء من إفريقيا يعرف مساره، وأهل الأميركتين مازال أمامهم الكثير، ولكن الأمر كان يستحق، تهون المشاق، وترخص الأموال، وتفتدى الأرواح عند العتبات المقدسة، حيث الطيب يطيّب من جاؤوا ملبين النداء، وحيث يتساوى الجميع، بمذاهبهم وطوائفهم، كلهم مسلمون، وكلهم يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، لا يسألهم أحد عن طقس أو عادة أو اعتقاد، مادامت النوايا صافية، وماداموا قدموا للأرض الحرام في الشهر الحرام ناسكين متعبدين، وتيسرت لهم السبل، وغنموا، وهي الغنيمة الكبرى بإذن الله.

ربح أهل العزم، أصحاب العزيمة، الرجال الذين إذا قالوا صدقوا، وإذا وعدوا أوفوا، ربح سلمان، وربح المحمدان، وزهت راية الشهادتين، فهذا وسام لا توازيه كل أوسمة الدنيا، خدمة الحجاج شيء عظيم، تنوء عن حمله الجبال، بهذه الأعداد، وفي ظل هذا الزمان، ولكن المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين وولي عهده، وولي ولي عهده، وحكومته وشعبه، جعلوا من حج هذا العام مضرباً للأمثال.

لقد خاب رجاء المتربصين، أولئك الذين كانوا ينتظرون الشر، ويأملون في وقوعه، خاب أملهم، وتبخرت أمانيهم، وأصبحت كل دعواتهم نسياً منسيا، وبإذن الله ستعود عليهم، وسيجازيهم من لا ينام ولا يغفل على كل مساوئهم.

نحن نهنئ أنفسنا، ونهنئ أمتنا، ونشد على الأيادي المباركة التي تعاضدت وتآزرت لتحقق هذا النجاح لموسم الحج، ونتشارك مع الحجيج بالدعاء لهم بالصحة والعافية، وأن يحفظ الله أمنهم واستقرارهم لما فيه من خير للإسلام والمسلمين

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى