نون والقلم

ثقوب في جدار القلب

-1-

أخبار ذات صلة

كما نتهاون في تغيير «جلدة حنفية» تنز ماء، فيفرغ الخزان، نتهاون في إغلاق الثقوب التي تبدأ بنخر جدار القلب، لفرط الإهمال وقلة الاستعمال! حتى إذا استدعيناه للخفقان وجدناه بحاجة للترميم، وحتى ننتهي من عمليات الإصلاح، وإعادة التأهيل يكون الوقت قد فات! نحن بحاجة لعمليات تفقد صلاحية «أعضائنا» حتى لا يأكلها الصدأ!

-2-

حينما نفقد القدرة على الدهشة ننضم إلى جمعية فاقدي الحماسة ولا نعدو أن نكون حينها إلا ذكريات بشر، أولئك المهددون بالإصابة بهذا المرض، عليهم أن يجترحوا أي حدث مدهش للفرار من حالة البلادة هذه، قبل أن يتحولوا إلى جثث تدب على قدمين! أهم أحياء حقا؟ ألا ترى أنهم يحملون جثثهم، ويمضون بخطى ثقيلة.. إلى اللامكان؟

-3-

أحيانا، حين تستمع لصوتك، تسأل: صوت من هذا !؟  كأنك تستمع إليه للمرة الأولى، كأنك لست أنت، ولا هو، ولا أحد، وأي أحد، هو شعور عابر، قد لا يمر بك إلا في فترات متباعدة، لكنه حينما يأتي تشعر بأنك لا تعرفك، وأنك أنت لست أنت، ولا أحد غيرك طبعا!

-4-

في داخل كل منا سر غامض، أو «كود» لم تُفَكّ رموزه بعد، يحتاج لـ«آخر» لاكتشافه وإماطةِ اللثام عنه!

-5-

من نافذة أيلول، أطل على معاطف تنتظر احتضان الدفء، ومطر يتهيأ لتنظيم فوضى العرق، وها رائحة الشتاء تتسلل إلى ما تحت الجلد، فتنمنم الروح، بوعد دفء مؤجل، لبرْد لم يحِل بعد!

-6-

عتب علي بعض أصدقائي، ومعهم كل الحق، لأنني دخلت في «غيبوبة» إجتماعية، هم لا يعلمون، أنني هربت من نفسي، إلى نفسي، لمواجهة نفسي، وعدت ومعي أنفس كثيرة، لا أدري أيها لي! فمعذرة لكل تقصير بدر مني، وأخشى ما أخشاه أن نبحث عنا يوما، فلا نجدنا، لهول ما نجد على الصعيدين الخاص والعام في آن واحد!

وها أنا أعود، ولساني يتمتم بهمهمة، لم أفهم منها غير بضع كلمات: أخيرا.. تعبت من التجوال بين المجرات، سأحل ضيفاً عليّ، مرتديا ملابسي القديمة، مضمخا بعطر الطفولة، ورائحة أمي!

-7-

من أجمل ما قرأت أخيرا في الحب..

‏»وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْل»…

كذلك تكون قسمتنا في الحب … أحياناً نظل أوفياء لنبع واحد لا نرتوي من غيره أبدا!

 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى