نون والقلم

عيون وآذان (ما أشبه هذا الصيف بكل صيف سبقه)

جمعت مع نهاية الإجازة وأشهر الصيف، إن لم يكن الصيف كله، أوراقي من تقارير وأبحاث اعتمدت عليها في الكتابة، وكنت أضعها مع ملفات السنوات السابقة عندما لفتت نظري أخبار كل صيف سابق كأنها كتبت أمس.

لا أستطيع غير الإيجاز، فقد وجدت من صيف 2005 أن أسراً بريطانية خسرت أبناءها الجنود في العراق رفعت قضية على رئيس الوزراء في حينه توني بلير لدخوله الحرب. الأسر نفسها هذا الصيف جمعت ألوف الجنيهات لرفع قضية على بلير بتهمة ارتكاب جرائم حرب والتسبب في موت أبنائها.

في صيف 2005 نفسه الأم الأميركية المفجوعة ساندي شيهان رفعت قضية على جورج بوش الابن بعد أن قُتِل ابنها كيسي في العراق، ولا يزال هناك اليوم في الولايات المتحدة مَنْ يطالب بمحاكمة بوش الابن.

أختصر الزمن إلى صيف 2011 فالسناتور لندسي غراهام، وهو داعية حرب جمهوري من ولاية ساوث كارولينا، طالب الرئيس باراك أوباما بحرب على ليبيا. إذا لم تخني الذاكرة غراهام نفسه ذهب إلى ليبيا قبل ثورة الشعب هناك، وقابل معمر القذافي سنة 2009 وعرض عليه تعاوناً عسكرياً وسلاحاً.

وحديث خيانة يتكرر كل يوم. ففي مؤتمر اللوبي اليهودي (ايباك) في صيف 2011 تعهد 67 عضواً في مجلس الشيوخ و270 عضواً في مجلس النواب بتأييد مجرم الحرب بنيامين نتانياهو ضد رئيسهم باراك اوباما. في مؤتمر ايباك هذا الصيف زادت أعداد المشترعين الأميركيين الذين يؤيدون إسرائيل ضد مصالح بلادهم.

أيضاً وأيضاً الحاخام دوف ليور أعلن أن القانون اليهودي يمنع متزوجين يهوداً يعانون من العقم أن يلجأوا إلى الحمل من طريق غير يهود لأن الأطفال يكبرون وهم يميلون إلى العنف، كما أن الأولاد الذين يولدون لأمهات غير متزوجات يصبحون مجرمين. هل هذا يعني أن أعضاء حكومة إسرائيل والمستوطنين وجيش الاحتلال كلهم من أبناء الزنى؟

في آب (أغسطس) 2013 اشترى رئيس شركة أمازون جيف بيزوس، وهو يهودي أميركي، جريدة «واشنطن بوست» الراقية من مالكيها اليهود أيضاً.

أقفز إلى صيف 2014 عندما هاجمت إسرائيل قطاع غزة ودمرته وقتلت أكثر من 2200 فلسطيني بينهم 517 طفلاً. كتبت ملاحظات في الأيام الأولى فقط ضمت 166 قتيلاً و1147 جريحاً، وألفي غارة جوية، و590 قذيفة من البحر، و510 قذائف مدفعية، وتدمير كلي أو جزئي لمساجد ومستشفيات و36 مدرسة وأربع محطات مياه صرف صحي وثلاث جامعات وأربع جمعيات خيرية، ومركز الميزان لحقوق الإنسان.

إسرائيل هي دولة الجريمة التي يؤيدها الكونغرس الأميركي، والإرهابي نتانياهو تعهد في صيف 2014 أن تستمر الحرب حتى تُدمَّر حماس. حماس لم تُدمَّر، ولا تزال في القطاع، وهي تملك صواريخ تستطيع أن تصل إلى تل أبيب ومفاعل ديمونا في أي حرب جديدة.

في 14/7/2014 انتُخِبَ الرئيس بشّار الأسد لولاية ثالثة.

إذا كان صيف 2014 شهد قتل الفلسطينيين بالجملة في قطاع غزة، فصيف 2015 شهد قتلهم بالمفرق في الضفة الغربية والقطاع، والإرهابيون من إسرائيل قتلوا شباناً وشابات بعضهم ملقى على الأرض.

المناضلة الفلسطينية حنين زعبي، وهي عضو في الكنيست، كتبت مقالاً الصيف الماضي شكت فيه من السياسة العنصرية الإسرائيلية ووصفتها بالعدو. أقول إن العدو هو الاحتلال الإسرائيلي. فإسرائيل كلها فلسطين المحتلة.

وعندي من الصيف الماضي بضعة عشر مقالاً من ليكود أميركا ضد أوباما، وبينها مَنْ يسأل هل سيسمح الرئيس الأميركي بأن تمتلك إسرائيل أسلحة كيماوية. مقالاتهم على مدار السنة وهو متردد وهم إرهابيون، ونحن الضحية في الحالـَيْن.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى