- أهم الأخبارالأخبار

إفتاء مصر: الإخوان تشرعن العنف بتدليس شرعي

شدد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، على أن الاختلافات بين جماعة الإخوان المسلمين وبين تنظيم “داعش” تتلاشى يوماً بعد يوم، وأن الجماعة في طريقها لتصبح نسخة مكررة من تنظيم “داعش” بعدائه الشديد للإنسانية والعمران والحضارة، وأن مصير الجماعة أصبح أقرب ما يكون إلى المصير الذي ينتظر “داعش”.

وشدد المرصد في تقريره الثامن والعشرين، الصادر اليوم الإثنين، على أن جماعة الإخوان الإرهابية، فكراً وسلوكاً، تسعى لشرعنة جرائم أتباعها بإضفاء نصوص باطلة لخدمة منهجها الدموي عبر ممارسات لهيئات تطلق على نفسها مسمى الشرعية أو غيرها من المصطلحات التي تسعى من ورائها لتخدير عقول البسطاء وإغماض أعينها عن الباطل الذي يرتكبونه في حق أوطانهم.

وأشار مرصد الإفتاء في تقريره إلى أن إحدى الهيئات المناصرة لجماعة الإخوان بمحافظة القليوبية، شمال مصر، تسمى “الهيئة الشرعية لجماعة الإخوان”، أصدرت وثيقة ادعت أنها “تأصيل شرعي” لمنهجية الممارسات الدموية، متضمنة عدداً من الفتاوى التي تجيز اغتيال رجال الشرطة والجيش والقضاة والإعلاميين والسياسيين والأقباط وحرق واستهداف المؤسسات العامة وقتل المواطنين المعارضين للإخوان وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد الجيش في سيناء.

وبحسب “موقع 24” الإماراتي، كشف مرصد الفتاوى التكفيرية أن متابعته لعلاقة جماعة الإخوان بالعنف أبرزت أربع مراحل: الأولى، انتهاج الجماعة للعنف وإن كان بشكل سري، حيث أنشأت الجماعة في سبيل ذلك ما سُمِي وقتها بالتنظيم السري، الذي نفذ العديد من العمليات الإرهابية والإجرامية التي عانت منها مصر كثيراً، وما إن افتضح أمره وسار معلوماً للجميع حتى غيرت الجماعة من استراتيجيتها، لتتحول إلى مفرخة للجماعات العنيفة والتكفيرية دون أن تكون هي الفاعل الأساسي.

وتابع المرصد أن المرحلة الثانية تمثلت في ظهور جماعات بمسميات متنوعة تنحدر جميعها من جماعة الإخوان وتحمل الفكر نفسه، إلا أنها تطلق على نفسها مسميات مختلفة لتقوم بدورها في نشر العنف والفوضى دون أن يمس الجماعة الأم أي مكروه أو أن يوجه إليها أي اتهام، وبعد نجاح الدولة المصرية ممثلة في مؤسساتها الحامية والضامنة لأمن المجتمع وسلامته في القضاء على هذه الموجة من الجماعات العنيفة والتكفيرية، وهو الأمر الذي دفع جماعة الإخوان إلى رفع شعار العمل الدعوي ورفض ممارسات العنف والتبرؤ منه بل والسعي نحو إيجاد تأصيل شرعي يرفض العنف ويجرمه.

وفي أعقاب ثورة 30 يونيو التي أزاحت الجماعة من سدة الحكم، ظهرت ملامح المرحلة الثالثة للجماعة، وهي مرحلة تشجيع العنف وسلك ممارساته دون التصريح بذلك، بحيث يكون لدى الجماعة خطاب علني يرفض العنف ويتبرأ منه في ظل ممارسات على الأرض تؤصل للعنف وتشجع عليه، بل وتدفع البلاد نحو مزالقه، وقد رأينا أن هذا الخطاب قد أفقد الجماعة ما بقي من مصداقيتها في الشارع المصري وأسهم في خلق إجماع شعبي على تجريم الانتماء للجماعة أو العمل لدى أي من كوادرها.

وأكد المرصد أننا إزاء مرحلة رابعة تشبه إلى حد كبير المرحلة الأولى في حياة الجماعة، والتي تتمثل في تكوين جماعات وتنظيمات عنقودية داخل الجماعة الأم لتقوم بأعمال عنف وقتل وتخريب، يواكب ذلك تدليس شرعي يرسخ للعنف ويشرعن له.

ولفت المرصد إلى أن انتهاج الجماعة للعنف بشكل رسمي ومعلن وعبر منابرها الإعلامية والشرعية يؤكد خيبة أمل الجماعة في تنظيم “داعش” ورهانها عليه لهدم الدولة المصرية وزعزعة استقرارها، وهو ما دفع بالجماعة لتصدر مشهد العنف وتبنيه بشكل معلن ورسمي، وتنفيذ عمليات إرهابية عبر كوادرها الفاعلة والعاملة، وهو ما يدفع للقول بأن الجماعة تدفع بآخر أوراقها وكامل ثقلها خلف هذا الخيار الأخير لديها، وهو أمر خطير ينبغي التنبه له والتحوط منه والعمل بكل السبل على إحباطه ومنعه من تحقيق أهدافه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى