أعلنت هدية يوسف، رئيسة ما يسمى بالمجلس التأسيسي للنظام الفدرالي «روج آفا- شمال سوريا»، أن القوى السياسية الكردية بسوريا ستقر دستورا يضع نظام حكم جديد في شمال البلاد، الشهر المقبل.
وقالت يوسف، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، اليوم الخميس، إن [bctt tweet=”الأحزاب والفصائل الكردية ستعلن النظام الجديد في شمال سوريا” via=”no”]، خلال اجتماع للمجلس من المقرر عقده بداية شهر أكتوبر- تشرين الأول.
وشددت يوسف على أن هذه الخطوة تجري في تحد للتوغل التركي في شمال سوريا الذي يهدف إلى تقليص نفوذ الأكراد في المنطقة، مشيرة إلى أن القوى الكردية لن تتراجع عن هذا المشروع، بل ستكثف العمل على تنفيذه.
وأوضحت السياسية الكردية أنّ من المتوقع المصادقة على الدستور من قبل 151 عضوا في المجلس التأسيسي تحت رئاسة مشتركة من هدية يوسف ومنصور السلوم، وهما عضوان في «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، الذي يشكل قوة سياسية أساسية ضمن تحالف «قوات سوريا الديمقراطية».
وأضافت يوسف أن من المخطط له، بعد إقرار الدستور، إطلاق العمل على وضع قوانين خاصة بإجراء الانتخابات على المستوى المحلي لتليها عملية التحضير للانتخابات الإقليمية.
أما عاصمة المنطقة الفدرالية الكردية فستشكلها مدينة القامشلي الواقعة بالقرب من الحدود مع تركيا.
كما أعلنت يوسف أن الخطة الكردية تنص على انضمام مدينة منبج، الواقعة شمال محافظة حلب السورية والتي انتزع تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» السيطرة عليها بالكامل من تنظيم «داعش»الإرهابي الشهر الماضي، للأراضي الخاضعة للنظام الفيدرالي الكردي.
يذكر أن نظام الفدرالية الجديد، الذي أعلنه المجلس التأسيسي، من جانب واحد، في 17 مارس- آذار الماضي، سيطبق في أجزاء من الشمال حيث فرضت الجماعات الكردية بالفعل حكما ذاتيا، منذ بداية الأزمة في سوريا، العام 2011، مما أثار قلق تركيا التي تخشى من تنامي نفوذ الأكراد على حدودها.
وتشمل خطة الفدرالية الكردية ثلاث مناطق، وهي كوباني في ريف حلب الشمالي وعفرين في ريف حلب الغربي والجزيرة في الحسكة، بالإضافة إلى مناطق سيطرت عليها «قوات سوريا الديموقراطية» مؤخرا، خصوصا في محافظتي الحسكة وحلب.
وجاءت تصريحات هدية يوسف على خلفية إطلاق القوات المسلحة التركية، صباح الأربعاء، 24 أغسطس – آب، عملية عسكرية تحت اسم «درع الفرات» بهدف انتزاع السيطرة على مدينة جرابلس وريفها من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، وطرد الوحدات الكردية من منطقة الحدود السورية التركية.
ونفذت القوات التركية، منذ إطلاق العملية، سلسلة ضربات جوية إلى مواقع الوحدات الكردية المتحالفة مع «قوات سوريا الديمقراطية» وكذلك عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة حليفة لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف إرهابيا في تركيا.
كما تشهد منطقة مدينة جرابلس أيضا اشتباكات بين المسلحين الأكراد وعناصر تنظيم «الجيش السوري الحر» المعارض لدمشق، والذي تدعمه القوات التركية.
وأثارت هذه التطورات انتقادات من قبل الولايات المتحدة، التي تؤيد بدورها الوحدات الكردية في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي وتعد في الوقت ذاته حليفا لتركيا في إطار الناتو. وقالت واشنطن، في بيان صدر عن البنتاجون، إنها تشعر بالقلق من أن تكون المعركة من أجل انتزاع السيطرة على أراضي تقع في قبضة «داعش» تحولت عن مواجهة التنظيم الإرهابي.