زعمت صحيفة «ناشيونال إنترست» الأمريكية فى مقالاً نشرته فى 4 سبتمبر الجاري ،أن [bctt tweet=”سياسة السعودية الجديدة في المواجهة مع إيران، تتمثل بإنشاء علاقات مع الجماعات الإرهابية المسلحة” via=”no”] المعادية لطهران، وخوض حروب بالوكالة من أجل دحر قوة إيران الإقليمية، على حد تعبير الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن سياسة الرياض الخارجية ضد طهران تستند إلى دعم الجماعات الإرهابية مثل تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» و«جيش الإسلام» و«الجيش الحر» ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الإستراتيجي لإيران، مشيرةً إلى أن اندلاع الأزمة السورية قبل نحو 6 سنوات، كان بدعم مباشر من الرياض وكذلك من الدوحة وأنقرة.
وأوضح المقال أن السعودية تعمل منذ سنوات على التقسيم الطائفي بين السنّة والشيعة في العراق من خلال دعم جهات سنّية عراقية معينة، لافتًا إلى أن السعودية تستخدم كافة السبل الممكنة لممارسة الضغط على إيران، لكن هذه السياسة العدائية ستتسبب في النهاية بخسائر لا يمكن التعويض عنها سواء للسعودية أو عموم المنطقة.
وأشار المقال إلى أن سياسة السعودية الجديدة تستند إلى تفعيل جماعات مثل «مجاهدي خلق» والجماعات المسلحة في مناطق شمال غرب إيران وفي محافظة بلوشستان شرق البلاد، مشدداً على أن إستخدام الرياض للجماعات الوهابية والسلفية يشكل في الحقيقة خطوة إستراتيجية خاطئة.
وأشار المقال كذلك إلى مشاركة رئيس الإستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في مؤتمر جماعة «مجاهدي خلق» في باريس في التاسع من يوليو الماضي ودعوته خلال المؤتمر إلى الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبراً أن تسلسل الأحداث يشير إلى بدء مرحلة جديدة من المواجهة بين الرياض وطهران.
ورأى المقال أن اجتماع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع زعيمة «مجاهدي خلق» الإرهابية مريم رجوي ينسجم تماماً مع سياسات السعودية الهجومية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتابع قائلاً: إن الرياض هي التي قامت في الواقع بتسهيل عقد هذا الإجتماع.
كما رأى المقال أن ما يُسمى «الربيع العربي» قد أسّس لتحول في سياسة الرياض على صعيد المنطقة، إذ أن السعودية قد خسرت أحد أهم حلفائها السابقين مع رحيل نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ولفت المقال كذلك إلى أن افتقاد السعودية للقوة الناعمة لدى وكلائها سيشل أمنها القومي، مشيراً إلى أن حلفاء طهران الإستراتيجيين من أفغانستان إلى البحر المتوسط لم يشكلوا أي خطر على إيران، بينما الجماعات الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» تتنافس مع الرياض على زعامة العالم السنّي، وبالتالي فمن غير المستبعد أن تتعرض السعودية لهجوم من قبل إحدى هذه الجماعات.
واختتم المقال بالتأكيد على أن التاريخ قد أثبت بما لا يقبل الشك بأن السياسات العدائية التي تنتهجها السعودية ضد إيران بشکل خاص والمنطقة بشكل عام ستأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل كما حصل مع نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وكان وزير الأمن الإيراني محمود علوي قد كشف قبل نحو أسبوعين عن وجود تنسيق وتواصل بين الجماعات الإرهابية في شرق إيران ومنظمات إستخبارية على رأسها أمريكا وبريطانيا وجهاز الموساد الإسرائيلي وتتولى المخابرات السعودية التنفيذ.