في آخر استطلاع، اقترب دونالد ترامب من هيلاري كلينتون في السباق نحو البيت الأبيض، أصبح الاثنان يقفان عند خط الأربعين في المئة، وهذا تقدم ملحوظ لترامب المثير للجدل بآرائه وبرنامجه، الذي يتغير بحسب الظروف.
خسرت هيلاري الفارق البالغ 8 نقاط في أسبوع واحد، وقد يكون السبب نشر الوثائق الخاصة بتقرير استخدامها البريد الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية، رغم طمس الكثير من الصفحات والملاحظات، بحجة تأثيرها على الأمن القومي، وربما يكون السبب هو اتهامها بضعف الذاكرة بعد واقعة السقوط، وإصابتها بارتجاج في المخ عام 2012.
وفى الأسابيع العشرة المتبقية على الانتخابات الرئاسية سنشهد تقلبات في المزاج الأميركي، فكل حدث ستكون له ردة فعل لدى الناخب، والناخب عادة إنسان مزاجي، خاصة أولئك المتأرجحين، الذين ليسوا مرتبطين بالسياسة، ويتأثرون بالأقوال والأفعال الآنية، كلمة من ترامب تجعلهم معه، وموقف من هيلاري يغير قناعاتهم، فهذه انتخابات، والغالبية ليسوا أعضاء في حزبي الدولة العظمى، ولا يعرفون الفرق بين الجمهوري والديمقراطي، ولكنهم يصدقون الوعود التي يسوقها المرشحون لكسب التعاطف والتأييد، وما أكثرها!
المنافسة في قمتها، والاختيار صعب، والعواطف غير مستقرة، فهناك من يرغب في رؤية أول امرأة رئيسة لبلاده، وهناك من تعجبه أفكار رجل الأعمال وشطحاته، يرون فيه المنقذ للاقتصاد وتداعيات الأزمات المالية، وأيضاً هناك من يحبونه لمواقفه العنصرية ضد الأديان والأجناس والجيران!
الأيام المقبلة ستكون مثل الرمال المتحركة، لا شيء ثابتاً فيها، ولا معالم واضحة لها، تتبدل حسب الأهواء، وتلعب الأمزجة دوراً هاماً خلالها، حتى استطلاعات الرأي، فهي في الغالب تقدم نتيجة متوافقة مع رأي الجهات المنفذة لها، ولكن هذا لا يلغي حقيقة انتخابات نوفمبر المقبل، فهي وحتى آخر لحظة ستكون غير محسومة، وما زلنا ننتظر رؤية العجب خلال الفترة المتبقية!