قمة العشرين.. «طبخة» اقتصادية فى موقد «السياسة»
[bctt tweet=”تنطلق فعاليات قمة مجموعة العشرين غدا الأحد، بمدينة «هانجتشو»الصينية” via=”no”]، التي يُعتقد أنها ستحظى بأهمية كبيرة أكثر من القمم السابقة، فالصين التي ترأس وتستضيف القمة، تُعتبر من الناحية السياسية والإقتصادية الدولة الند لأمريكا، والحليفة لروسيا.
وانطلاقاً من القاعدة التي تقول إن النزاعات السياسية كافة تعود لأسباب اقتصادية، فإنه من المؤكد أن السياسة ستكون حاضرة بقوة في هذه القمة، إلى الحد الذي يمكن وصفها بانها طبخة اقتصادية فوق موقد الصراع السياسي.
تعتبر هذه القمة فرصة للنقاش في الإستحقاقات الدولية كافة. فالأزمات التي يعيشها العالم وتعقيداتها، ستجعل الأمور تتخطى حدود الإقتصاد نحو السياسية، والتي تُعتبر آلية التعبير عن القوة الإقتصادية. فيما ينتظر العالم اليوم نتائج القمة، ومواضيعها، والتي يُؤمَل لها أن تنجح.
النشأة والأهمية
نشأت مجموعة العشرين عام 2008 نتيجة الأزمة المالية العالمية. وانعقدت لأول مرة في واشنطن، لتصبح أهم تجمُّع عالمي يهدف لتنسيق التعاون الإقتصادي على الصعيد العالمي. تضم المجموعة 19 دولة أساسية تحضر القمة وهي: بريطانيا، اليابان، كندا، ألمانيا، تركيا، فرنسا، إيطاليا، روسيا، أستراليا، أندونيسيا، المكسيك، السعودية، البرازيل، الأرجنتين، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية وأمريكا، الى جانب المفوضية الأوروبية.
كما يحضر عادة وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية لهذه الدول. ويتم تحديد هذه الدول بحسب معيار الناتج الإجمالي المحلي لأول 31 دولة في العالم. وهي بالتالي تمثل الدول التي تشمل ثلثي سكان العالم، والتي تُنتج ما يقارب 85 % من الإنتاج العالمي، وتُساهم في 85 % من تجارة العالم.
فيما يخص أهميتها بشكل عام، فقد نتج عنها منذ تأسيسها، قدرة على التنسيق الدولي في إدارة الأزمات المالية العالمية، مما جعلها فرصة للتخطيط والتعاون بين الدول والأطراف المعنية لمواجهة التحديات والمخاطر المستقبلية.
أين تكمن أهمية قمة الصين؟
تعود أهمية القمة الحالية بحسب طابع عملها للأسباب التالية:
أولاً: تاتي القمة في ظل تباطؤ في نمو الإقتصاد العالمي، جعل العديد من الدول تنتظر طروحات الصين خلال القمة، والتي تعتبر عملاقاً إقتصادياً عالمياً، حيث سيتم طرح أفكار ووآليات عمل جديدة، قد ترفع من مستوى النمو الإقتصادي العالمي، وتؤسس لأرضية تساهم في تأمين استمرارية هذا النمو.
ثانياً: يُنتظر من القمة أن تخرج بآليات عمل، تساهم في حل المشكلات والأزمات بطرق جديدة، تعتمد على الإدارة الإستراتيجية للإقتصاديات، من خلال برامج طويلة المدى، وبالتالي الإنتهاء من زمن الإعتماد على السياسات المُعالجة للأزمات كنتيجة، الى سياسات معالجة أسباب الأزمات.
ثالثاً: يُعتبر موضوع التنمية، والذي تهتم به كافة الدول في العالم، أولوية القمة بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، مما يجعل القمة، تحظى بأهمية خاصة، حيث أنها الأولى من بين القمم العشر التي عُقدت منذ العام 2008، والتي تضع ضمن أولوياتها مسألة الخروج بآلية تنفيذية لجدول أعمال التنمية المستدامة حتى العام 2030.
رابعاً: ستؤسس القمة الحالية، لآلية جديدة في دعم النمو الإقتصادي العالمي لفترة طويلة، في ظل تراجع النمو الإقتصادي العالمي، خصوصاً أن الموضوعات التي طرحتها الصين وتحضيرات الحكومة الصينية كانت ناجحة ومقبولة من قبل كافة الأطراف.
خامساً: تتميز القمة الحالية، بحضور لافت للدول النامية، حيث لم يتم حصر الحضور بالدول المتقدمة، وهو ما سينقل درجة اهتماماتها بشكل أكبر، كما ستشمل أكثر الدول في العالم. حيث أكد الصين، حضور دول كمصر وتايلند والسنغال والصين وكازخستان الى جانب دول أخرى نامية، وهو ما يأتي بهدف تعزيز مشاركة الدول النامية في أنشطة المجموعة، وتأسيس أطر الشراكة الناجحة بين الجانبين.
سادساً: يوجد تعويلٌ يخص أزمة اللاجئين العالمية، حيث أكدت منظمة “أوكسفام” ضرورة إيلاء هذا الموضوع المصيري أهمية خاصة. معتبرةً أن أغنى ست دول في مجموعة العشرين وهي أمريكا، الصين، اليابان، ألمانيا، بريطانيا وفرنسا لا تأوي إلا 8.8 % من اللاجئين، في حين يوجد دول فقيرة تستضيف ما يزيد عن 50 % منهم. وهو ما يجب أن يكون موضع إهتمام كافة دول القمة والتي يجب أن تُثبت أنها جديرة بإدارة أزمات العالم.
سابعاً: على الصعيد السياسي، يُتوقع أن تحصل لقاءات ثنائية بين الأطرف، تناقش الشؤون السياسية الدولية والمخاطر العالمية التي يشهدها العالم خصوصاً ملف مكافحة الإرهاب. حيث أن القمة تأتي في توقيت يجمع جملة استحقاقات، مما يجعلها محطة دولية تتخطى المهمة الإقتصادية التي ستنعقد لأجلها.
فيما أعلنت روسيا وأمريكا، بحسب ما أكدت مصادرهم أن اللقاء سيحصل بين الرئيسين أوباما وبوتين. فيما كان من المُعلن، لقاء آخر سيجمع الرئيس الأميركي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.