- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

«إيلان».. شاهد على وحشية البشر

[bctt tweet=”عام مر على مشهد جثته الهزيلة الملقاة على شاطئ البحر” via=”no”] بلا حول ولا قوة، دفع ثمن جشع حكام العرب وقسوة قلوب تجار الهجرة غير الشرعية وقلة حيلة أسرته ضيقة الحال، التي لم تملك من الأموال ما يكفيها للهرب من بطش الإرهاب داخل وطنها بطرق تحميها من الموت.

“إيلان كردي” طفل في الثالثة من عمره شهدت روحه من الفزع والرعب ما لا يقدر على تحمله من هم في ثلاثة أضعاف عمره، وانتهى به العذاب بارتفاع روحه الطاهرة لخالقه وبرفقه والدته وأخيه الصغير، تاركين والدهم يبكي دما عليهم وعلى عجزه وعدم قدرته على حمايتهم، ويتمنى الموت آلاف المرات بدلا من أن يستكمل حياته وصورتهم موتى تطارده إلى الأبد.

هزت صورة جثة إيلان، قبل عام من الآن، وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وخرج المسئولون ينددون بما يشاهدوه مهاجرو سوريا من ويلات تنتهي بهم في عرض البحر وطالب الجميع بحميتهم وإيوائهم ولكن كانت كلمات كالكلمات، ووعود لا رقيب عليها ولا شاهد على تنفيذها، فلم يعد كردي هو الطفل الأول ولا الأخير الذي يصارع الأمواج حتى الموت وتُكتشف جثته قتيلا على شواطئ تركيا.

مر العام، ووارى الثرى جسده الصغير ونساه الجميع أو تناسوه، وجفت صفحات الصحف الأولى التي احتلها مشهد موته القاسي، واستمر التجاهل كما يحدث دائما في كل كارثة إنسانية وهو ما يزيد من الخطر الذي يهدد العالم ويهدد البشرية بأكملها وسط حالات غرق الآلاف من الأطفال أو الكبار من الهاربين من ويلات إرهاب داعش عبر البحر الذي يفضل في الغالب ابتلاعهم بدلا من إيصالهم للبر الآمن.

باتت كل هذه الآلام تهدد العالم الغربي حسب ما يرويه كتّابهم عن الغضب الكامن داخل المهاجرين المظلومين الذين من الأرجح أن جروحهم ستنفجر في وجه كل من تسببوا فيها ويتحولون لقوة تدمر كل من حولها خاصة أن الأوضاع حاليا مازالت تزداد سوءا، فالحرب السورية ما زالت محتدمة، تهجر خمسة ملايين شخص تقريبًا بينهم أكثر من مليون طفل، وأوروبا باتت تغلق أبوابها في وجه المهاجرين وتتهمهم بالإرهاب وباتت معاناة الصغار والكبار تتزايد دون حلول أو مساعدة ممن كانوا ينددون ويصرخون حزنا على جثة الرضيع.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى