في أقصى شمال منطقة جنوب لبنان تقبع بلدة على سفوح تلال متفرقة صغيرة تشكل مقصدًا رئيسياً للزائرين من مختلف المناطق اللبنانية والسائحين الأجانب.
هي إحدى القري الجميلة التي تحتضنها الجبال الخضراء في لبنان البالغ مساحته 10000 كلم مربع لكن ما يميز هذه القرية عن غيرها هو أنه يوجد فيها أكبر حقل لأشجار الصنوبر في منطقة الشرق الأوسط وإحدى أكبر غابات هذه الشجرة الجميلة في العالم.
تقع بلدة جزين على بعد حوالي 80 كلم جنوب العاصمة اللبنانية بيروت وتعلو حوالي 1000 مترعن سطح البحر مما يجعها واحدة من أجمل القرى في لبنان وهي تصنف بأنها أجمل قرية في الجنوب الللبناني بلا منازع.
تتمتع هذه البلدة الهادئة بطقس معتدل في فصل الصيف وهذا بالإضافة إلى جبالها الخضراء والغابات الشاسعة ومطاعمها الجميلة المتعددة يجعلها وجهة رئيسية للزائرين والسائحين.
ويطل جزء من البلدة على سلسلة صخور ضخمة يبلغ ارتفاعها أكثر من 40 متراً ويوجد بأعلاها معظم المطاعم التي تعج بالزبائن في فصل الصيف والربيع والتي تطل على أودية خضراء مليئة بأشجار الصنوبر في غاية الجمال.
ويوجد في منتصف البلدة “قصر البلدية” الذي بني عام 1898 على الطراز العثماني خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد.
ويبلغ عدد سكان جزين نحو 25 ألف نسمة وهي تعج بالزائرين خلال فصل الصيف اذ تزدحم الشوارع بالسيارات وتمتلىء المطاعم ليل نهار كما تزدحم الطرقات بالضيوف الذي يشاهدون وهم يلتقطون الصور التذكارية قرب وداخل حقول الصنوبر.
ويقول مدير أحد المطاعم:” نحن نستقبل اكثر من 100 زبون يومياً خلال فصل الصيف وعدد كبير منهم سائحين أجانب من الدول العربية والغرب وآسيا.”
وتشتهر جزين أيضا بإنتاج المشغولات اليدوية وأدوات المطبخ والخناجر المزركشة ومعظم سكانها من المسيحيين وهي تقع أسفل جبل نيحا وتحيط بها كروم العنب والبساتين مما يزيدها جمالاً ويجعلها مصيفاً ومنتجعاً مثالياً.
وتقول ريم كنعان وهي من جنوب لبنان زارت جزين مؤخرا ضمن رحلة مدرسية :”إنها مدينة رائعة لا تصدق… هذه أول زيارة لي لهذه المدينة وفي الحقيقة أني تفاجئت بجمال طبيعتها وغاباتها وبيوتها ومطاعمها وشوارعها وكل شيء فيها.”
و تضيف :”قمت بالتجول في المدينة مع صديقاتي ثم ذهبنا للمطعم وبعد ذلك قمنا بالتقاط الصور من أعلى سلسلة الصخور المطلة على غابة صنوبر ضخمة!!! بالفعل تجربة لا تنسى وأنا بالتأكيد سازور جزين مرة ثانية.”
وحسب تقدرات رسمية يزور جزين أكثر من 100 ألف شخص خلال فصل الصيف مما يدر عليها دخلاً سياحياً مهماً إلى جانب دخلها الزراعي.
ويقول مسؤول في البلدية :”نحن نسعى إلى جذب مزيد من الزائرين والسائحين من خلال حملات دعائية وعروض سياحية وتنفيذ مزيد من المشاريع لتحسين وتجميل المدينة.”