لم تذهب تركيا إلى سوريا للحرب. تصريح واضح وصريح وشفاف وصادق من مسؤول حكومي رسمي !!
جنود ودبابات وطائرات وقصف وتدمير وقتل واقتطاع أرض بعمق يقارب 50 كيلومتراً وعلى طول الحدود، ولا تسمى هذه العملية حرباً. فقد تغيرت المسميات، أصبح دخول الجيوش إلى أراضي الغير حماية، وأصبح الاحتلال والتمركز وصناعة الأتباع وطرد السكان والفرز الطائفي حفظاً للأمن.
قانون جديد اخترعته روسيا بعد إيران في سوريا، وسارت عليه تركيا، استعارته منهم بعد لقاء قيادات الدول الثلاث، يراد لأوراق سوريا أن تختلط أكثر، وأن تضيع الملامح والمواقف، وتتبدل موازين القوة، أعداء الأمس أصدقاء اليوم، تشابكت الأصابع، وتشاركت الأيادي، القصف بالمناوبة، هذا يضرب وهذا يصمت، والذبح كذلك، كل شيء في سوريا أصبح مقسماً بين الذين يتنازعون الغنيمة، وكل الأيادي مغموسة في الدم السوري !!
حتى الأمم المتحدة ليست بريئة مما يحدث في سوريا، إنها واقفة فوق برك الدماء المهدرة من الأقوياء، ملايين الدولارات دفعت للنظام وأتباعه مقابل تأمين الموظفين الدوليين في فنادق دمشق، وجزء من المساعدات الإنسانية تمنح للنظام ولا ترسل للمحتاجين، يقال إنها «إتاوة» حتى تمر المساعدات، أو بالأحرى حتى يمر ما بقي من المساعدات التي لا تجد بشراً توزع عليهم، فهي تذهب للمدن المهدمة والمشرد أهلها.
روسيا أيضاً لم تذهب للحرب، وحزب نصر الله لم يذهب للحرب، وميليشيات الحشد المرسلة من العراق وبعض الطوائف في أفغانستان وباكستان لم تذهب للحرب، الشعب السوري هو الذي ذهب للحرب. ولهذا كلهم متفقون على هذا الشعب، واجتمعوا على قرار واحد، وهو تحويله إلى مجرد أرقام تحصيها قوائم حرس الحدود والسواحل ومنظمات الإغاثة الدولية.
كلهم لم يذهبوا للحرب، ذهبوا لتدمير سوريا أو ما بقي منها !!