- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

«بن نايف وبن سلمان».. حرب خفية نحو العرش

أثارت تحركات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة، على الساحة الدولية، وسط اهتمام إعلامي محلي وغربي، الكثير من التساؤلات، حول [bctt tweet=”مستقبل ولي العهد الأمير، «محمد بن نايف»،” username=”nononline24″] إلى الحد الذي جعل المحللون يصفون الأمر على أن الامير الشاب يخضع لعملية تلميع دولية ومحلية، في مقابل تهميش بن نايف، ليبقى السؤال الأهم، هل سيسلم بن نايف الأمر لسلمان الأبن بعد موت أبيه؟ وهل سيتنازل عن كل نفوذه الداخلية وعلاقاته وثقة الغرب به؟

وبحسب مراقبين، فإن صراعًا يدور على نار هادئة داخل القصر الملكي، بين بن نايف والمنافس الصعب بن سلمان، في مسعى كسب القدرة والتربع على عرش السعودیة، وهو ما برز في تحركات سلمان الابن على المستوى الداخلي والخارجي، خلال الفترة الأخيرة.

التحركات الداخلية

على المستوى الداخلي، تعاني العائلة الحاكمة من أزمة اقتصادية خانقة، برزت بوضوح من خلال عجز ميزانية عام 2016 والذي وصل الى 87 مليار دولار، فضلا عما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، في تقرير نشرته، مارس الماضي، بشأن أن الحكومة السعودية تقدمت بطلبات للكثير من البنوك الدولية للحصول على قروض منها، حيث ترغب الرياض في اقتراض ما يتراوح بين 6 إلى 8 مليارات دولار، ونوهت الصحيفة إلى أن القرض الدولي سيكون الأول من نوعه للسعودية منذ ما يزيد على 10 سنوات.

هذه الأزمة اضطرت سلمان الأب لسرعة تحريك ابنه بفرض حلول اقتصادية، لعلاج الأزمة، خاصة مع وجود حالة عدم الرضا الشعبي المتزايدة في السعودية، ليظهر الابن على أنه صاحب الرؤية المتطورة، من خلال طرح خطة 2030 الاقتصادية، ووفق الخطة فالمراد فرض ضرائب إضافية تصل عائداتها السنوية إلى 10 مليارات دولار، فضلا عن 30 مليار دولار ستعود عليهم سنويًا من إعادة الهيكلة ورفع الدعم عن السلع، إلى خصخصة المياه والكهرباء والمطارات، وفرض رسوم على العمال الأجانب التي قد تصل فوائدها إلى 10 مليارات دولار سنويًا.

على المستوى الأمنى، تعاني البلاد من أزمة أمنية كبيرة داخليُا وخارجيًا، بين الحوادث الإرهابية، التي تضرب المملكة، والتفجيرات المتلاحقة، فضلا عن الحرب على اليمن، ومن هنا سارع سلمان الأب، بتسليم ابنه مهام عديدة، فوضعه في منصب ولي ولي العهد، ووزيراً للدفاع، وجعله المشرف على عدد من الوزارات، من بينها وزارة المالية والنفط والاقتصاد من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وجعله مشرفًا على الناحية النظرية للسياسيات المالية والنقدية والتعليمية وسياسات الطاقة، وجعله رئيس مجلس شركة آرامكو، كما جعله قائد «عاصفة الحزم» على اليمن، حتى يظهر وكأنه القائد العسكري والاقتصادي في آن.

التحركات الخارجية

أما على الصعيد الخارجي، فقد ظهر سلمان الابن من خلال زياراته المتكررة إلى دول العالم، آخرها إلى أمريكا، حيث التقى بوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، ثم فرنسا حيث التقى بالرئيس فرانسوا اولاند، ثم روسيا حيث التقى فيها بوتين، فضلا عن زيارات أخرى لمصر والأردن وغيرها، في ظل غياب ملحوظ بشكل كبير لمحمد بن نايف، الذي من المفترض أنه الملك القادم.

وفي خضم هذه الزيارات، يأتي توجيه دفّة الإعلام للتركيز على تلك الزيارات وما ينتج عنها من إدخال تكنولوجيا متطورة إلى البلاد، وصفقات شراء الأسلحة، ليس إلا بهدف تغيير نظرة الغرب نحو الابن الثلاثيني، ليكون الشخص الأنسب في إدارة مصالحهم بالمنطقة، لأن الأب يعلم أن علاقة بن نايف مع الغرب واعتمادهم عليه ليس من السهل تجاوزها، وفقًا للمتابعين للشأن السعودي.

ويرى المراقبون أنه لكي يكسر سلمان الأب، قوة العلاقة بين «بن نايف» والغرب، بدأ الملك العجوز يكسب ود أمريكا، عن طريق تحركات سلمان نحو توجيه العلاقات مع الكيان الاسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين من علاقة السر إلى العلن، وتوجهه لحماية هذا الكيان ومصالحه، ولعل هذه الورقة تعتبر ورقة المرحلة الأقوى، والأهم وفق حسابات سلمان الأب والابن، فهما يدركان جيدًا أن مفتاح العلاقات الأمريكية هو الكيان الإسرائیلي، خصوصًا وأن العلاقات مع واشنطن شهدت توترًا واضحًا خلال الفترة الأخيرة.

ويبقى السؤال الأبرز، إلامَ ستؤول الحرب غير المعلنة بين الاميرين داخل القصر الملكي، هل سيسلم «بن نايف» الأمر لسلمان الأبن بعد موت الأب؟ أم هل سيعاجل الملك العجوز ولي عهده بضربة استباقية، من خلال إطاحته تحت ضغوط، ثم يخرج الأمر للإعلام على انه تنحى بسبب ظروف صحية، كما حدث مع الامير مقرن بن عبدالعزيز، الذي تفاجأ العالم بخبر تنحيه لظروف مرضية رغم تمتعه بصحة جيدة؟

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى